رواية شجاعه جاريه
فاخبره الشاب ان الجارية ليست للبيع، ونصحه ان ينسى ما حدث حتى لا ينتشر خبر صفع الجارية للنخاس ويصبح اضحوكة للجميع.
انطلق الشاب وجاريته الى بيته، واعد لها الحمام فاستحمت والطيب فتطيبت، ثم ما ان فرغت حتى وجدته قد اعد لها ما لذ وطاب من الطعام، فجلست معه على المائدة تأكل بنهم وتنظر له بارتياح تعلوه ابتسامة بريئة، حتى زال ما بينها وبينه من ريبة واضطراب، ثم جالسته تسامره،
فقالت له: لمَ لم تسألني لماذا صفعت الرجل؟
فقال: جواب عرفته فلمَ انتظره؟ وما اظنكِ لطمتيه الا اڼتقاما لا تعدّيا.
قالت: صدقت، ولكن هل عرفت كان اڼتقاما ممَ؟
قال: حرةٌ استُعبدَت، واريدَ بها ان تُرَوَض فما رُوضَت، فعذِّبَت واوذيَت.
قالت في ذهول: صدقت!! والله ما مر عليّ امرؤٌ مثلك، فكيف عرفت كل هذا؟!
قال: علمٌ به انتفعت، واصلٌ به ارتفعت، وخُلُقٌ له رَجعت.
فقالت بعد ان تنهّدت: وهل ثلاثتهم ابلغوك عن وَجَعَ الرّق وذُلّ العبودية؟!
فقال الشاب دون تردد: اذهبي فانتي حرّة.
خرجت الفتاة من عنده وقد اصبحت حرة، ثم عادت بشيخ وشاهدين، وقالت: حمقاء من عرفتك ثم فرّطت بك، واني قد زوجتك نفسي.