الأربعاء 25 ديسمبر 2024

قصة غدر الصحاب

موقع أيام نيوز

العجوز الحكيم والملك من قصص أجدادنا
حكى أن أحد الملوك قد خرج ذات يوم مع وزيره متنكرين
يطوفان أرجاء المدينة ليروا أحوال الرعية 
فقادتهم الخطا إلى منزل في ظاهر المدينة فقصدا إليه
ولما قرعا الباب خرج لهما رجل عجوز دعاهما إلى ضيافته 
فأكرمهما وقبل أن يغادره
قال له الملك لقد وجدنا عندك الحكمة والوقار

فنرجوا أن تزودنا بنصيحة
فقال الرجل العجوز لا تأمن للملوك ولو توجوك
فأعطاه الملك وأجزل العطاء ثم طلب نصيحة أخرى
فقال العجوز لا تأمن للنساء ولو عبدوك
فأعطاه الملك ثانية ثم طلب منه نصيحة ثالثة
فقال العجوز أهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك
فأعطاه الملك ثم خرج والوزير
وفي طريق العودة إلى القصر أبدى الملك استياءه من كلام العجوز
وأنكر كل تلك الحكم وأخذ يسخر منها
وأراد الوزير أن يؤكد للملك صحة ما قاله العجوز
فنزل إلى حديقة القصر وسرق بلبلا كان الملك يحبه كثيرا
ثم أسرع إلى زوجته يطلب منها أن تخبئ البلبل عندها
ولا تخبر به أحدا
وبعد عدة أيام طلب الوزير من زوجته أن تعطيه العقد الذي في عنقها 
كي يضيف إليه بضع حبات كبيرة من اللؤلؤ
فسرت بذلك وأعطته العقد
ومرت الأيام ولم يعد الوزير إلى زوجه العقد
فسألته عنه فتشاغل عنها ولم يجبها فثار ڠضبها 
واتهمته بأنه قدم العقد إلى امرأة أخرى 
فلم يجب بشيء مما زاد في نقمته
وأسرعت زوجة الوزير إلى الملك لتعطيه البلبل 
وتخبره بأن زوجها هو الذي كان قد سرقه
فڠضب الملك ڠضبا شديدا
وأصدر أمرا بإعدام الوزير
ونصبت في وسط المدينة منصة الإعدام وسيق الوزير مكبلا بالأغلال
إلى حيث سيشهد الملك إعدام وزيره 
وفي الطريق مر الوزير بمنزل أبيه وإخوته 
فدهشوا لما رأوا وأعلن والده عن استعداده لافتداء ابنه بكل ما يملك من أموال 
بل أكد أمام الملك أنه مستعد ليفديه بنفسه
وأصر الملك على تنفيذ الحكم بالوزير 
وقبل أن يرفع الجلاد سيفه طلب أن يؤذن له بكلمة يقولها للملك
فأذن له فأخرج العقد من جيبه وقال للملك ألا تتذكر قول الحكيم
لا تأمن للملوك ولو توجوك
ولا للنساء ولو عبدوك
وأهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك
وعندئذ أدرك الملك أن الوزير قد فعل ما فعل
ليؤكد له صدق تلك الحكم
فعفا عنه
وأعاده إلى مملكته وزيرا مقربا