الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية اصقلها الشيطان

انت في الصفحة 11 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

المسلحة الصفقة دي بالمليارات ومكسبها هيوديني في حتة تانية خالص.
لمعت عين غندور بسعادة وأقترب من زاهر يستجدي كرمه كي يمن عليه ببضع الآلاف من الجنيهات.
بتتكلم بجد يا زاهر بيه كدا بقى انا وشي حلو عليك والمفروض تديني الحلاوة على الخبر الجامد ده.
أبتسم زاهر وأومأ له برضا.
عندك حق يا واد يا غندور أنت وشك حلو عليا فعلا وعشان كدا هحلي ليك بوقك.
ثم استدار خلف مكتبه وجلس على مقعده يفتح جاروره السفلي وأخرج منه رزمتين من المال ورماهما بلامبلاة على سطح المكتب.
خد يا غندور دول عشرين ألف جنيه مش خسارة ولو العطا رسي عليا ليك قدهم مرتين كمان.
أقترب غندور منه لاهثا ينكب على يده يقبلها بفرحة كبيرة.
ربنا يخليك لينا يا سعادة الباشا وأن شاء الله ربنا هينصرك على أبن الهرمة دا.
ثم اسرع يلتقط المال بيديه يقربه من أنفه يشتمه بأنفاس طويلة ويزفرها ببطئ.
أه يا زاهر باشا مفيش أحسن من ريحة الفلوس.
علا صوت ضحكت زاهر وهو ينظر لها بدونية.
ولسه يا غندر ياما هتشم وتشوف بس أنت خليك كدا معايا.
أومأ غندور وهو يدس النقود بجيب سترته.
انا معاك وتحت أمرك ورجليك في أي وقت يا باشا البشوات كلهم المهم أنك تقدرني ديما.
غامت نظرات زاهر وهو ينظر أمامه بشرود متحدثا من بين أسنانه.
هقدرك طول ما أنت بتجيب ليا أخبار أبن البنا صح ومبتتأخرش عليا.
نهض زاهر وأتجه لغندور يمسكه من ذراعه ويدفعه أمامه حتى خرج من غرفة مكتبه.
يلا بقى يا غندور أنت مش خدت الحلاوة اتوكل أنت دلوقتي عشان جايلي ضيوف وعايز استعد ليهم وأنت معطلني.
أبتسم غندور بسماجة وأومأ له عدة مرات.
حاضر يا زاهر بيه انا هتوكل فريرة وأول ما أعرف حاجة جديدة هجيلك جري أعرفك.
أغمض زاهر عينيه وهو يشير له ناحية الباب.
اخلص بقى يا غندور متبقاش بارد قولت مش فاضيلك دلوقتي.
وما أن غادر ذلك المنافق الخبيث بيت زاهر حتى صعدا الأخير مسرعا للطابق العلوي متجها لغرفة نومه حيث تنتظره أحدى عشيقاته السرية والذي كان معها قبل مجيء غندور فقد استغل غياب زوجته عن المنزل وأحضرها حتى ينال منها كما يفعل دوما مع ساقطاته.
الجزء التاسع 
لم تستطع سدرة أن تحصل على نومة هنيئة فقد باتت ليلتها ساهدة متقلبة على جمر من شوك يلهب قلبها قبل جلدها نهضت من فراشها باكرا كي تأخذ حماما باردا يعيد لها النشاط والحيوية وربما فلح في ضبط مزاجها المتعكر

أيضا وبعد ساعة قضتها في حوض الاستحمام المليئ بسائل رغوي ذو رائحة عطرية مميزة اكتفت بها ووقفت تلف منشفة قطنية حول جسدها الغض وأتجهت للمرأة بعد أن أخذت منشفة أخرى صغيرة تجفف بها خصلات شعرها برفق ووقفت أمامها تنظر لنفسها ومالبثت أن زفرت بضيق فلم يفلح ما فعلته في أن ينسيها ما حدث من هارون وشعرت بنغزات مؤلمة بقلبها جعلت الدموع تترقرق في عينيها وأنهمرت مخرجة معها أهات حزينة نادمة على ما أقترفته في حق نفسها وظلت لفترة حتى نفذت عبراتها وجفت تمالكت نفسها وتنفست بعمق تستجمع قوتها ثم فتحت صنبور المياه وأخذت القليل منه تغسل وجهها لتزيل أثار الدموع عن وجنتيها وخرجت لغرفة الملابس حتى تنتقي منها بعض القطع القطنية المريحة أنتفض قلبها بصخب حين وجدت هارون يقف على باب الغرفة 
سدرة
استدارت تنظر له بضيق.
أفندم عايز أيه.
أقترب هارون منها ببطئ يمد لها يده بورقة مطوية.
دا كشف حسابك في البنك جه أمبارح وأنت عند خالتك خديه وأعرفي رصيدك.
نظرت سدرة للورقة بيده ثم له وهزت رأسها بنفي.
وانا قولتلك قبل كدا انا مش عايزة حاجة من الفلوس دي دي فلوسك ومن حقك أنت مش انا.
أمسك هارون يدها رغم محاولاتها بالأفلات منه ووضع بها الورقة.
وانا قولتلك أن انا خدت حقي كله ودا حقك أنت وياريت تبطلي مقاوحة واسمعي الكلام من غير مناهدة.
أمسكت سدرة يده ووضعت الورقة بها ثم تركته متجة للمرحاض لكنه ترك الورقة تسقط أرضا وأمسك بذراعها يشدها ناحيته وأمسكها من ذراعها الثانية أيضا وهزها برفق.
هتفضلي عنيدة ومبتسمعيش الكلام لغاية أمتى أنا قولت لك قبل كدا أني مبحبش العند وتنشيف الدماغ ده متضطرنيش أن أستخدم العڼف معاك مرة تانية.
لم تستطع سدرة كبح عبراتها وأنهارت مټألمة بسبب ضغطه القوي على ذراعيها فزاد في هزها بقوة.
بطلي عياط مش كل ما أكلمك ټعيطي.
نطقت سدرة بصعوبة من بين شهقاتها.
سيب إيديا أنت بتوجعني.
وكأنه كان مغيبا لم يعي ما فعله الإ حين شعر بتألمها ورأى دموعها فترك ذراعيها ولم يقاوم شعوره نحوها فضمھا له يربت على رأسها التي توسطت صدره ټدفن وجهها به.
طب أهدي مخدتش بالي أن كنت ضاغط على إيدك لدرجة أني ۏجعتك.
بكت سدرة حتى بللت سترته وظل هارون يحتضنها وخافقه ينبض پألم على تألمها بسببه.
خلاص أهدي بقى ومتزعليش حقك عليا.
خير يا بيه بتتصل دلوقتي عايز أيه.
أحمر وجه هارون پغضب وجحظت عيناه ونهض يسحب ملابسه كي يرتديها بعد أن وضع الهاتف بين صدغه وكتفه.
أمتى حصل دا وأزاي متقوليش.
ثم قليلا ثم هدر بصوت مرتفع بعض الشيء.
يعني أيه مش عايز تقلقني هتفضل طول عمرك غبي يا حمدي أزاي تبقى خالتي في المستشفى من أمبارح ومتقوليش قولي أنت في مستشفى أيه..
أنتهى هارون من ارتداء ملابسه وأنهى المكالمة متوعدا إياه عند رؤيته.
متتكلمش كتير حسابك معايا بعدين وسلام دلوقتي انا جاي لك في الطريق.
نظر هارون بأرتباك ناحية سدرة التي أنتهت من لف المنشفة حولها ووقفت تحني رأسها بخجل.
انا آسف يا حبيبتي مضطر أمشي خالتي في المستشفى ولازم أروح لها بسرعة.
تقدمت سدرة منه تمسك ذراعه مستفسرة.
مالها ماما زهرة.
عبثت ملامحه وهو يخبرها بما أخبره به حمدي.
كان عندها غيبوبة سكر والدكتور لحقها الحمدلله.
أمسكت يده تطلب منه رجاء
طيب خدني معاك أشوفها وأطمن عليها.
هز رأسه برفض.
لأ خليك لأن انا هجبها على هنا تاخدي بالك منها على الأقل لغاية ما تتحسن لأن حمدي معظم وقته مشغول معايا في المجموعة وهى مينفعش تقعد لوحدها.
أومأت سدرة بابتسامة وأقتربت

منه تقبل وجنته.
ماشي وانا أن شاء الله هحطها في عيوني وأخلي بالي عليها متقلقش.
ربت هارون على كفها ثم تركها وغادر.
تسلم عيونك انا همشي عشان متأخرش عليهم.
زفرت سدرة براحة بعد أن شعرت بالرضا يغمرها.
مع ألف سلامة يا ....... يا حبيبي.
ثم شرعت ترتدي ملابسها وتهندم نفسها وأثناء ذلك استرعى نظرها شيئا يلمع في أرضية الغرفة فأنحنت تلتقطه فوجدته خاتم هارون الفضة ذو الحجر الكريم الأزرق المفضل لديه فتعجبت من تواجده وخمنت سقوطه منه منذ قليل أخذته وذهبت لغرفته لكي تضعه مع باقي متعلقاته الشخصية أتجهت سدرة لخارج غرفته لكنها توقفت عندما لمحت الكثير من الأوراق مبعثرة على الطاولة فجلست على الأريكة تعيد تنظيمهم وترتيبهم ثم وضعتهم داخل الملف الأحمر الذي وجدته بجانبهم دخلت حكمت عليها ومعها أحدى العاملات تعجبت من وجودها في غرفة هارون فهى تعلم أنها لا تدخلها ونظرت إلى ما تحمله بيدها وسألتها بأهتمام.
خير يا هانم في حاجة.
نظرت لها سدرة بضيق ووقفت تضع الملف على الطاولة بضيق.
أفندم أيه خير دي أنت هتمنعيني أدخل أوضة جوزي ولا هتفتحي ليا سين وجيم.
أحنت حكمت رأسها بأسف.
مقصدش يا هانم انا آسفة.
ثم رفعت وجهها تنظر لها بنزق.
انا بس مش متعودة على وجود حضرتك هنا وعلى العموم دا وقت التنضيف لو تحبي نرجع ونيجي لما تخلصي.
زفرت سدرة وبراكين من حمم غاضبة تتفجر بداخلها.
لأ أتفضلي خدي راحتك انا خلصت وكنت خارجة.
تركتهما سدرة وذهبت لغرفتها وهى تتوعد لتلك الشمطاء بالعقاپ على معاملتها الفظة لها وستبلغ هارون بذلك حتى يضع لها حدود في تعاملها معها وأمسكت هاتفها تتصل منه على رقم غير مسجل عليه وحين استمعت للصوت صاحت بسعادة.
عندي ليك خبر بمليون جنيه اللي كنت عايزه حصل وقريب قوي هنجح وهثبت ليك ده.
وأنهت المكالمة واسترخت في فراشها تغط في نوم عميق بعد قضائها لليلة كئيبة حزينة قضتها في البكاء والسهد.
وفي المشفى أقترب هارون من فراش خالته يضمها بقوة ويقبل رأسها.
ألف سلامة عليك يا حبيبتي.
ربتت زهرة على يده بيديها المجعدتين بحنو.
تسلملي يا حبيبي ويسلم ليا عمرك.
جلس هارون أمامها يمسك كفها الضعيف بين يديه يقبله.
سامحيني أن مجتش من بدري بس حمدي لسه قايل ليا من نص ساعة بس.
ثم نظر لحمدي پغضب.
حسابك معايا هيكون كبير بس مش قدام خالتي.
أبتسمت زهرة ابتسامة عذبة وهى تمسح على وجنته.
حمدي ملوش ذنب انا اللي منبه عليه أنه ميقلقكش عليا كل شوية كفاية عليك مسؤلياتك ومجموعتك دي ماشاء الله اللهم بارك لوحدها عايزة عشرة يدوروها الله يكون في عونك يا أبني.
هز هارون رأسه بنفي.
مفيش حاجة أهم منك ولا في حد يقدر ياخدني منك أنت أمي اللي شاركت عمي في تربيتي بعد ۏفاة ماما وبابا بحنانك وحبك وخۏفك عليا عمري ما أقدر أنسى دا وكمان عمري ما أنسى لما عمي طردني ملقتش حضڼ دافي يضمني غيرك وفلوسك ودهبك لما جبتيهم وحطتيهم بين أديا وقولتي خدهم أنت وحمدي وأعملوا شركة جديدة وأبدأ من تاني أحنا اللي بنعمل الفلوس مش الفلوس اللي بتعملنا فضلك بعد ربنا كبير عليا قوي يا أمي.
أغمضت زهرة عينيها لثواني ثم فتحتها تنظر له بعتب.
أنت كدا بتحسسني أني خالتك أو واحدة غريبة عنك لأن مفيش أبن بيشكر أمه على حبها له ولا خۏفها عليه اللي انا عملته عشانك هو اللي عملت زيه لحمدي لأنكم ولادي وحتة مني فاهم ولو سمعت منك الكلام دا مرة تانية ساعتها هزعل منك ومش هكلمك تاني.
أومأ هارون لها وأقترب يطبع قبلة طويلة على جبينها.
ربنا يخليك لينا وميحرمناش ربنا منك.
ثم نهض وأقترب منها يمسك يدها كي يساعدها على الوقوف.
الدكتور كتب لك على خروج وانا هخدك عندي في القصر عشان سدرة تاخد بالها منك.
نظرت له وأعترضت تريد الذهاب لبيتها.
لأ يا هارون بلاش خليني أروح بيتي أحسن.
هز هارون رأسه برفض.
لأ يا حبيبتي هتيجي عندي لأن انا وحمدي هنكون مشغولين الأيام الجاية وأنت محتاجة مراعاة وأهتمام ومينفعش تقعدي لوحدك وبعدين في شغالين في البيت كتير هيساعدوا سدرة لو خاېفة على تعبها.
أذعنت زهرة أمام أصراره وذهبت معه لمنزله بعد أن هاتف هارون مدبرة منزله حكمت وطلب منها أعداد غرفة كبيرة في الطابق الأرضي لكي تقيم فيها خالته واستقبلتها سدرة بترحاب وسعادة غامرة فهى تحب زهرة لطيبتها وحنانها الكبير عليها فقد ساهمت في تطبيب بعض چروحها دون أن تدري عندما كانت تأخذها في أحضانها وتعاملها بشكل جيد حين لفظها وتبرأ منها الجميع بعد توبتها من تحالفها مع الشيطان الذي دمر حياتها ومرت عدة أيام استتب الوضع وهدئ الحال بينهم دون أن يعود هارون
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 26 صفحات