قصه جميله
ولما أطلت من الشق رأت أمامها الساحل فبدأ قلبها يخفق فلو تمكنت من النزول لأمكنها الرجوع إلى دارهم فهي تعرف إسم قريتها والمدينة التي قربها المشكلة أين هي الآن فالقطاع يهاجمون على طول الشواطئ الممتدة من تونس إلى الجزائر وكلما كان هذا المكان بعيدا كانت العودة أصعب لكنها ليست خائڤة فلقد أمضت ثلاثة سنوات في صقلية وتعلمت كيف تعتمد على نفسها . قالت ثريا لا بد أن أنتقم منهم على ما فعلوه بقريتي وآخذ بثأر أبي الذي قتلوه أمام عيني ...
إنتظرت الفتاة نزولهم في القوارب ثم أخذت عودا وضعته وسط خشبة وبدأت تحركها بسرعة حتى إشټعل العود فألقت به وسط البراميل ثم إنتظرت عند المدخل. لما شاهد من بقي من القراصنة الدخان يخرج من عنبر السفينة أحضروا أسطل الماء ودخلوا وهم يلعنون فتسللت ثريا وطلعت السلم بسرعة ثم أغلقت عليهم الباب وصعدت إلى سطح السفينة ونظرت حولها فرأت صندوق خشبيا فارغا فرمته في البحر ثم قفزت ودخلت وسطه وبدأت تجذف بيديها وحين إبتعدت بمسافة كافية رأت الدخان يصعد من السفينة فقالت هذا جزائكم أيها الأوغاد ومن نزل على البر سيقع في الفخ .