قصة مشوقه
ويرفع الضماده قليلا حيث كانت تضغط علي عيناها....
ليلمح دموع في عيناها ويقول
ليه زعلتي
ليلي بتنهيده..... متعودتش حد يهتم بيه يا مراد
بلاش تتعلق بيه وتعلقني بيك
علشان هننجرح جامد
ليه بتقولي كده...... قال مراد
لتهمس بضعف.... أكيد هقولك ليه بقول كده
بس مش دلوقتي.....
تنهدت فسألها الچرح بيوجعك
شويه قالتها وهي تدفع يدها تحت الوساده
إيه دي
ليلي بحزن خصله قصوها علشان يعرفو يخيطوالجرح كويس
لتتغير ملامح مراد خصلة الشعر منها ليقول
طيب أنا هرميها بره في الصندوق ولا عاوزاها
لتبتسم بضعف وتقول.... يعني هلزقها تاني في راسي
الفصل التاسع عشر نعم أحبك
عندما دخل مراد الفيلا كان الوقت متأخر والجميع داخل أجنحتهم الخاصه
فصعد لجناحه الخاص ليبدل ملابسه دلف إلي المرحاض ثم إغتسل وخرج ليجلس علي فراشه
نهض مره أخري ليدخل يده في جيب الجاكت الذي كان يرتديه منذ قليل
ليخرج خصلة الشعر الناعمه ويعاود الجلوس وهو ينظر إليها ويلمسها برفق بأطراف أصابعه
ثم يستنشق رائحتها بهيام أخير فتح خزانة ملابسه ووضعها بعنايه في علبه جميله كانت ماهي قد أحضرتها له كهديه عند عودته من السفر بها مصحف صغير حمله ليضعه علي الطاوله بجواره ليقرأ فيه وظلت العلبه فارغه بالخزانه
ثم عاد لينام بفراشه مره أخري
بعد نصف ساعة سمع طرقات خفيفه علي الباب وقال إدخل فلم يستجب الطارق
نهض متكاسلآ ليفتح الباب ولم يحد أحد نظر للأسفل فإذا همس تقف ساكنه وتبكي بصوت غير مسموع بمنظر مؤلم
همس قالها وهو ينحني ويسير بإتجاه فراشه ليجلس عليه
مالك يا حبيبتي
همس وهي تتنهد وبصوت متقطع ماما فقط ماما لم تلفظ غير تلك الكلمه التي عبرت عن الكثير من المشاعر
مراد بحنان إنت بقيتي كبيره يا همس وهتدخلي المدرسه قريب وعارفه إن لم حد بيبقي تعبان بيروح المستشفى ولما يطيب بيرجع البيت..... صح
طيب يا عمو ممكن أروح أقعد مع ماما في المشتفشي دي
أردف بتفهم وحاضر هبقي أوديكي تزوريها وتقعدي معاها شويه وتيجي تاني
وبعدين إيه عمو دي مش إحنا اتفقنا تقولي بابا
آاااااااه صحيح قالتها همس بطريقه طفوليه وهي تضع يدها علي جبينها كمن تذكرت شئ. أردفت
أنا هقول بابا كتير..... . كتير .. كتير علشان أفتكر علي طول
ليضحك مراد مره أخري ويقول وهو يدغدها لتضحك..... إنتي بتجيبي الكلام ده منين.....
بعد أن ضحكت تركها وقال.... يلا روحي نامي علشان تيته متقلقش عليكي
لتعترض وتلوي أنفها وفمها وتقول
لأ تيته نوال هيه الديب الشرير ال أ كل ذات الرداء الأحمر
لتتسع عينا مراد بدهشه ويقول وهو يقاوم الضحك
عيب يا همس الأطفال الحلوين مايقولوش كده علي جدتهم....
لتقول غاضبه. ... هيه السبب
لأنها خوفتني
مراد بتعجب تيته نوال خوفتك
همس بسرعه آه لما صحيت من النوم كانت مغمصه عنيها وبتعمل صوت مرعب
وأنا جريت وجيت
ليضحك مراد بقهقهه ولا يتمالك نفسه
ويقول... دا صوت لأنها نايمه تعبانة وهيه كبيره كمان
أنا هنام معا ك هنا بس متعملش صوت زي تيته.... قالت همس بجديه
وبسرعه إنكمشت لتنام وقالت ببراءه
أنا هنام في مكان صغير....
ثم يدثرها بالغطاء
ويقول مازحآ....
أول مره حد ينام جنبي يا أزعه
لتهمس.... بابا
بابا لايعلم مراد لما يشعر بالضعف أمامها حينما تناديه بابا
نعم قالها بهدوء
لتردف.... ماما بتحكي لي حدوته كل يوم
مراد بإستنكار... بس أنا مبعرفش حواديت
علشان خاطري يا بابا توسلت إليه همس
ليرتجل بصعوبه...
كان مره فيه
لتصيح... وتقاطعه قول صلي علي النبي الأول...
مراد بملل
صلي علي النبي
همس بهدوء عليه الصلاة والسلام
مراد وهويتثائب بكسل ويتحدث بنعاس
كان فيه عصفوره صغيره مامتها قالت لها متنزليش من علي الشجره
وبعدين قول بسرعه.... قالت همس
ليردف مراد ماسمعتش كلام مامتها ونزلت من علي الشجره
قامت القطه وكلاها في بقها هم هم هم
لتصرخ همس... لأ عاوزه العصفوره تعيش هاتها ماتخليش القطه تاكلها.....
ياليلتك إل مش فايته يا مراد .... قال مراد
همس پبكاء .... خلي القطه متاكلش العصفوره حرام عليك
هيه تقول أنا آسفه ومتعملش كده تاني وبس ومامتها تسامحها
مراد بملل. خلاص العصفوره نزلت ومامتها طلعتها الشجره تاني وقالت لها كده عيب... وخلصت الحدوته
لتصيح همس والقطه راحت فين
مراد بملل...... راحت
في داهيه يلا نامي
لتغمض عيناها وتحاول النوم
ورغمآ عن مراد يبتسم.....
في الصباح عادت زيزي إلي الفيلا لتدخل إلي جناحها وتجد ممدوح نائمآ...
فتوكزه بضيق وتناديه... ممدوح يا ممدوح
ممدوح بنعاس وصوت مبحوح أجش عاوزه ايه
فوق يا ممدوح وكلمني
نهض ليجلس وقال بضيق نعم يا زيزي
زيزي بمراوغه إي إنتو كويسين قصدي بيري كويسه
ممدوح أيوه كويسه ونايمه في أوضتها
الغطاء علي رأسه وقال بضيق
أنا عاوز أنام...
أووووف..... قالتها زيزي وسارت لتخرج وتهبط الدرج ببطئ وهي تتلفت يمينآ ويسارا لتستطلع الأخبار
جلست في البهو ونادت لوداد پحده
عندما جاءتها وداد
سألتها إيه ال حصل وأنا مش هنا يا وداد
وداد بتأثر مافيش بس الست شمس يا عيني وقعت في الحمام وإتجبست رجلها
بس..... قالتها زيزي بغيظ
لتتعجب وداد وتقول رجلها إتكسرت
زيزي بمكر تصطنع الاهتمام وقعت إزاي مش تخلي بالها
وداد وهي تتمصمص منه لله ال كان السبب
تقصدي إيه يا وداد
وداد بتعاطف.... حد مغرق السيراميك زيت
زيت طبيخ
جحظت عينا زيزي وقالت والتخاريف دي عرفتيها إزاي
وداد بتأكيد طلعت أنضف الحمام شفت المنظر وإتأكدت علشان كده سبته لما الهانم تشوفه
صرت زيزي علي أسنانها وقالت بټهديد غوري نضفي الحمام والكلام ده لو طلع من بقك هاقطع عيشك وعيش جوزك ال عجز وخرف وأقول إن لقيت في الأكل صرصار وإنتي عارفه ستك نوال بتأرف إزاي
وداد پخوف ليه كدة يا ست زيزي دا أنا خدامتك!
زيزي بإستنكار قلت لك هديكي فلوس..... فلوس كتير وتقوليلي أي حاجة تحصل ومقولتيش حاجه يا وداد.
والنهار ده بتقولي كلام فارغ علشان تعملي مشاكل في البيت!
ولعلمك كمان هقول إنك سرقتيني أيوه سړقتي الخاتم البلاتين بتاعي
وداد پخوف أعدم نظري ان كنت شفته يا ستي
إطلعي غوري إمسحي الحمام ولو لسانك ده طول هقطعه قالت ذلك زيزي ثم أردفت
يلا غوري
لتصعد وداد لتنظف الحمامات وتخفي آثار الزيت وهي ترتعد خوفآ من زيزي لتفكر مع نفسها
زيزي لو حطتني في دماغها هتدمرني أنا وصالح....
يا ريت قلت لها وخدت الفلوس وإسمي آمنت شرها
لتتنهد وتقول
آه هوأنا حمل زيزي هانم ولا كنت ......
إستيقظت نوال فلم تجد همس بجوارها فنهضت مفزوعه تناديها
وصاحت علي وداد لتبحث عنها بالحديقه وقالت بقلق...
لتكون طلعت بره الفيلا يا وداد
وداد بثقه لا يا هانم هما الأمن ال علي البوابه هيسبوها تخرج مستحيل
وأخير ا ذهبت نوال لتطرق الباب علي مراد لتسأله
فقال بصوت ناعس إدخل
لتراه نائم وبجواره همس التي نامت ....
أنا بدور علي همس
أشار عليها مراد وقال بإبتسامه خفيفه
جت بالليل نامت جنبي
كانت عاوزه تروح لأمها
نوال بإرتياح طيب الحمدلله أنا قلقت عليها
عموما إصحو يلا علشان نفطر وتوصلني أطمن علي شمس المسكينه بايته لوحدها كده في المستشفي
أنا هنزل وحصلني
حاضر يا ماما.... قالها مراد ليعاود النوم من جديد
.
في شقة كرم
وضعت ماهي الطعام وقالت بهدوء
إفتكر إن النهارده معادنا مع الدكتوره
كرم بعناد أنا لسه تعبان يا ماهي مش خارج
ماهي بتوسل إنت بقيت أحسن يا كرم كتير وإحنا هنروح بالعربيه وأنا ال هسوق يعني مش هتتعب
كرم بعناد أنا مش رايح لدكتوره
ست هروح لراجل يا إما مش رايح
ماهي بتفهمخلاص يا حبيبي ال تشوفه يا كروم أنا موافقه عليه......
_
في فيلا الخرافي
جلس الجميع يتناولون طعام الإفطار وكان مراد يقوم بدور ليلي فيحمل بعض الطعام ليضعه في فم همس التي جلست بجواره
نوال بإهتمام أنا هروح النهارده لشمس
همس برجاء أنا هاجي معاكي يا تيته
زيزي پحده مفروض الأطفال ميرحوش المستشفيات أردفت بتصنع... ممكن ياخدو عدوي لا قدر الله
شاكر بصرامه زيزي معاها حق يا نوال
لتعترض همس
أنا هروح المشتفشي مع تيته
ليضحك الجميع علي طريقة نطق همس للكلمه
ويقول مراد مافيهاش حاجه لما تروح تشوف مامتها خديها معاكي يا ماما....
لتزفر زيزي بضيق...... دائما مراد يقف ضدها
ودائما يفسد مخططاتها لا يترك هو ولا والدته الطفله لحظه واحده
وكانت تظن أن بعدشمس عن الفيلا سيمنحها الفرصه للتخلص من تلك الطفله التي سلبت لب وعقول أفراد العائله...
في المستشفي جلست ليلي علي فراشها
إنها تتلقي رعايه وعنايه مميزه
لكن هناك ما يؤرقها
إنها قلقه طوال الليل..... متوتره نهارا.... لقد تبلورت مشاعرها تجاه مراد
أصبحت تنتظر قدومه وتسعد بقربه
إنه حنون وقوي.....
ماذا لو أخبرته سرها
تود أن تقول له أنا ليلي تحلم أن يناديها بإسمها
فهي أحيانآ تغار حينما يظهر بعض مشاعره موجهها لشمس.....
أخذت تفكر هل تعترف له هنا أم تنتظر إلي أن تشفي لتكون قادره علي التحمل وربما الهروب... إذا لزم الأمر
قطع تفكيرها صوت همس التي أقبلت نحوها تصيح
ماما حبيبتي
همس قالتها ليلي وهي تفتح ذراعيها لإستقبال صغيرتها التي قفزت بجوارها لتجلس علي بطنها ممده قدميها يمينا ويسارا
لتصيح نوال إنزلي يا همس ماما تعبانه
لأخليها قالتها ليلي وهي تربت علي ظهر همس بحنان
إزيك يا حبيبتي عامله إيه دلوقتي.... قالت نوال
الحمدلله بخير يا هانم.... قالت ليلي ثم أردفت
إتفضلي
إقعدي وأشارت لمقعد بجوار الفراش
لتجلس نوال وتناولها حقيبه بلاستيكيه وتقول...
دا فستان طويل خليت وداد تجيبه من دولابك علشان تغيري
شكرا قالتها ليلي بهدوء
ثم قالت بضعف طنط نوال كنت عاوزه أتكلم مع حضرتك في موضوع
إتفضلي يا بنتي إتكلمي
قالت ليلي ممكن حضرتك تقفلي الباب
لحد يجي فجأه
فعلت نوال ذلك وجلست مره أخري
لتستمع لليلي التي قالت بحزن
أنا عرفت حضرتك سري ودوافعي ال خلتني أعمل ال عملته
بس انا مش هعيش طول حياتي في كذبه كبيره زي دي
أنا عاوزه حضرتك تعرفيهم كلهم
أنا......
قاطعتها نوال وقالت بحصافه إنتي بتحبي مراد يا ليلي لو أنا غلطانه قوليلي
صمتت ليلي وأطرقت برأسها بخجل
فربتت نوال علي ذراعها وقالت بحنان يا بنتي المشاعر دي مش بإيدينا
فهمست ليلي مش عارفه دا حصل إزاي أو ليه
بس أنا زعلانه إني بخدعه وف نفس الوقت مش قادره ولا عارفه أقول له إزاي
نوال بإبتسامه إنت من بعد ماجيتي الفيلا قلتي لي يا ليلي لو إنتي نصابه أو نيتك وحشه ماكنتيش عملتي كده
أنا مقدره مشاعرك يا بنتي ولما تخفي أنا ال هقول للبيت كله بطريقتي أجلي الكلام ده لحد ما ربنا يشفيكي وترجعي البيت بالسلامة
نوال من ليلي لتشعر ليلي بحنان الأمومه وتتذكر جدتها وتبكي رغما عنها.
بټعيطي قالت نوال بتعجب
لتجيب ليلي بهدوء أنا شاكره لحنان حضرتك وعطفك .....
كم هي رقيقه تلك الفتاه هكذا فكرت نوال مع نفسها وهي تنظر لليلي
يلا ياهمس هنمشي..... قالتها نوال
لتتصنع همس النعاس
فتقول نوال.... هيه نامت ولا ايه .... يا همس..... يا همس
لتطلب منها ليلي أن تتركها معها للمساء
فتقول نوال بإبتسامه ماكره خلاص هخلي مراد يعدي يجيبها
بعد إنصرافها رفعت همس رأسها النائم علي صدر ليلي وقالت بسعاده
تيته مشت وأنا هفضل معاكي لټحتضنها ليلي وتقول
إنتي مكاره