الجمعة 27 ديسمبر 2024

عشقتك قبل رؤياك

انت في الصفحة 4 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


الان وازداد بكائها عندما توصلت لتلك النقطه السوداء 
الفصل الرابع
عشقتك قبل رؤياك
كان الجميع مترقب معرفه يوسف بم اصاب عيناه من اثر الحاډث 
كانت الممرضه المسئوله عن حالته بجانبه عندما شعرت بافاقته ابتسمت بحزن على ذلك الشاب الذي خسر نور عيناه وهو بذلك العمر حمدلله على سلامتك حالا هبلغ الدكتور 

يوسف وهو يتحسس عيناه باطراف انامله
ويحاول اغماضها وفتحها مره اخرى إلى ان تاكد أنه لم يرا سواء الظلام الدامس فصړخ بقوه 
يوسف بانفعال انا مش شايف حاجه ايه إللى حصلي انا اتعميت 
حاولت الممرضه السيطره على حاله الانفعال التى احتاجته ودلف شقيقه ووالده على اثر صړاخ يوسف 
ووقفت حبيبه أمام العنايه تخشي رؤيته بذلك الوضع 
ركضت الممرضه تخبر الطبيب لياتي ويتفحصه وظل حازم يحاول احتضانه والسيطره على انفعالاته خوفا من ايذاء نفسه 
ظل ېصرخ بقوه ولم يصدق أنه فقد بصره انا اتعميت يا
حازم اتعميت 
غرزت الممرضه الابره بوريده وهدئ جسده قليلا إلى ان اغمض عيناه وارتخى جسده كاملا 
غادر الطبيب العنايه وتحدث لوالده باسف 
طبيعى إللى حصل ان ينهار بسبب فقدانه لبصره ودلوقتي بعد حقنه المهدئ حالته مستقره بس طبعا حاله المړيض النفسيه أهم من اى حاجه ياريت تراعو عجزه وتحاولو تخرجو من حالته النفسيه وأحب اطمنكم فى أمل من عمل جراحه لعنيه بس بعد مرور ست شهور ولازم يكون المړيض مستعد وعنده يقين فى الله وعزيمته قويه ويجتاز اول مرحله 
حازم بأمل يعنى بعد ست شهور يقدر يعمل العمليه ويرجع يشوف تاني يا دكتور
الطبيب طبعا هيكون نسبه نجاحها 6 وده فى حد ذاته انجاز بس هو يخضع لعلاج نفسي وسريع وابعاده عن اى ضغوظ ويكون مستعد وعارف ان دى مجرد اذمه وهيعدي منها على خير بأمر الله 
حازم بابتسامه شكرا يا دكتور احنا هنعمل كل حاجه وهنفضل جنبه عشان يعدي المرحله دى ان شاء الله
بعد مرور اسبوع ولم يتغير شئ
مازال يوسف يخضع للعلاج بالمشفى ولكن حالته النفسيه فى تدهور ملحوظ فلا يتحدث مع أحد من عائلته وانطفى بريق عيناه وكأنه بعالم اخر حاول الجميع اخراجه عن صمته ولكن دون استجابه فقد بدلته الحاډث كثيرا وكأنه فقد نفسه وليس بصره فقط 
اذن له الطبيب بالخروج وأخبر عائلته بوضعه النفسي السي وهذا سوف يؤدي لتراجعه وعدم امتثاله للشفاء وطلب منهم عرضه على طبيب نفسي يساعده على تجاوز الفتره الحاليه 
بعد مرور يومان اخرين 
كان يمكث بغرفته وحيدا شارادا فقد الكثير من وزنه ونمت لحيته ومازال صامت لا يتحدث مع اى شخص من عائلته طلبت حبيبه من عمها ان تدخل فهى تخرجت من جامعتها بامتياز وسوف تعمل معالج نفسي فقررت ان تساعده هى بنفسها رفضت زوجه عمها فى بدأ الأمر ولكن مع اصرار حبيبه وثقه عمها وشقيقها الأكبر حازم الذي دفعها للاعتماد على نفسها وخوض تلك التجربه مع يوسف 
طرقت باب غرفته ودلفت بهدوء نظرت له بالم وحزن يفطر قلبها على ماتوصلت اليه حالته استردت أنفاسها واقترب منه بحذر ظلت واقفه أمام الفراش 
وهو جالس بالفراش شاردا فى الفراغ ولم يهتم بمن بغرفته 
حبيبه بجديه هتفضل حابس نفسك فى اوضتك كده كتير 
علم أنها ابنه عمه واجاب ببرود وانتى عاوزة اعمل ايه مثلا انا حر ومش محتاج اتكلم مع حد ولا محتاج شفقه من حد 
جلست مقابله له وتحدثت بصوت دافئ بس احنا عيلتك ومافيش حد بيشفق على حته منه واحنا مش حد يا يوسف احنا عيلتك فاهم واكملت حديثها بنبره جاده وهتتكلم معايا وڠصب عنك كمان
يوسف بعناد وهتخليني اتكلم ازاى بقى ڠصب عني يا ست حبيبه 
حبيبه بابتسامه انت اصلا بتتكلم معايا يا يوسف ومش محتاجه اغصبك
شعر بسذاجته وعاد إلى صمته
ولكن حبيبه لم تيأس بعد فظلت تثرثر معه بطريقتها الحانيه 
يوسف إللى حصلك مش نهايه العالم ولازم تبق قوي وتعدي الشده دي ده اختبار من ربنا ليه مش تكون قد الاختيار ده وتصبر وتتحمل مش ترفضه عشان ده ابتلاء من ربنا ولازم ترضى بيه بس مش بالأجبار لا تكون راضى وصابر على البلاء ممكن اعرف اخر مره قربت من ربنا امته وصليت ودعيت يستجيب ليك اى دعوه بتطلبها انت ليه زعلان من إللى حصلك ليه مش تحمد ربنا انك لسه عايش وسط عيلتك بتتنفس وبتتحرك صحيح فقدت بصرك بس انت مش راضي معترض ليه على قدرك ليه مش ترضى بنصيبك وترفع ايدك لربنا وتطلب منه يشفيك ويرد بصرك لكن انت قافل على نفسك اوضتك وحابب صمتك وعزلتك ولو حد فكر يكلمك تصرخ فيه وتطرده على فكره مش انت بس إللى موجوع من إللى حصلك كلنا موجوعين عليك بس بندعى ربنا يردلك بصيرتك وبصرك يا يوسف 
مش قادر تشوف دلوقتي احنا كلنا حواليك وهنكون عيونك إللى بتشوف بيها اى حاجه انتى عاوزها هنكون جنبك ومعاك وصدقني محدش هيحبك زى اهلك ولا هيخاف عليك زينا 
يوسف بتنهيده الكلام سهل يا حبيبه عشان مش عايشه إللى انا عايشه دلوقتي عاجز مش قادر اعمل حاجه 
حبيبه بجديه لسه مافهمتش يا يوسف انا عاوزة اقولك ايه هو انت ازاى كنت عايش حياتك قبل كده 
يوسف پغضب يعنى ايه مش فاهم 
حبيبه بتنهيده يعنى انت قبل كده ماكنتش عايش اصلا يا يوسف حياتك عباره عن سهر وشرب ورجوع البيت متاخر قالب ليلك نهار ونهارك ليلك ماكنتش بتشوف عيلتك غير صدفه على السفره كنت مبسوط بحياتك كده يا يوسف وانت مابتعملش حاجه واحده صح حتى الشغل مابتشتغلش معتمد على الفلوس بتاعت والدك لا تعبت ولا اشتغلت بالفلوس عشان كده ماتعرفش قيمتها بضيعها كل يوم فى سهره ومش بس كده بتغضب ربنا وتشرب خمر هو انت ماتعرفش ان الخمر
حرام
يوسف بانفعال وانتى بقى يا مفعوصه انتى جايه تعلميني انتى مالك ومالي اطلعي بره مش عايزك تدخلي اوضي تاني فاهمه بره 
انسابت دموعها بصمت هخرج بس مش قبل ماتشوف حقيقه نفسك يا ابن عمى مش قبل ماتفكر ان مهما غلطت وعصيت فى ربنا موجود ومطلع عليك وشايفك وانت بتغلط وسايبك عشان ترجعله وتوب عن افعالك إللى كلها غلط عارف ربنا بيمهل ولا يهمل ارجع لربنا يا يوسف وانت هترتاح اه قبل مااخرج لو عاوز تصلى اتوضى وممكن تطلب منى تصلى ازاى اصل انا واثقه انك ماتعرفش الصلاه ازاى ولا الفرض كام ركعه 
همت بمغادره الغرفه ولكن اوقفها صوته الحزين انا مش وحش اوى كده انا فعلا تافه وكل افعالي غلط بس محدش طلب منى اعمل الصح بابا كل همه اشتغل فى الشركات مع حازم وماما مش بتقولي على اى حاجه لا وعارفه ان غلط بس عمرها ماوجهت ليه نصيحه وحازم دايما ينصحني بس انا مش كنت شايفه ولا شايف حد خالص غير نفسي وبس بعمل كل حاجه مع اصحابي سهر وسفر وشرب وأى حاجه غلط بس ماببقاش مبسوط حاسس ان فى حاجه نقصاني بس مش عارف ايه هى واصحابي اتخلو عنى ماحدش فكر يسأل عليه بعد الحاډثه 
حبيبه بدموع عشان صحاب مصلحتهم وبس وانت الحاجه إللى نقصاك هى نفسك يا يوسف بلاش تعلق خطئك على شماعه غيرك انا اهو لا أب ينصحني ولا أخ يقف
جنبي ولا ام توجهني يايوسف ومع ذلك بفكر ايه بعمله ممكن يفرح ربنا ويكون راضى عنى واعمله ولو حاجه شاكه فيها ببعد عنها فورا عشان براعي ربنا فى تصرفاتي 
يوسف بس احنا مش اهلك 
ظلت تقهقه اهلي انا ماحدش كان حاسس بوجودي فى البيت غير عمو وابيه حازم يا يوسف كأنى ماليش موجود بس عادي مش زعلانه 
يوسف بضيق انا اسف يا حبيبه ان زعلتك وراضي ياستى تكوني عيونى 
حبيبه مش بس كده المعالج النفسي لحضرتك كمان
يوسف بابتسامه ومد يده ليصافحها وانا موافق 
نظرت ليده وابتسمت بامل وصافحته هى الاخرى 
ظلت جانبه ساعدته على حلاقه لحيته الناميه وهذبت مظهره واطعمته بيدها وطلبت منه ان يلجأ إلى الله وأن يتوضأ ويصلي استمع لها وبالفعل بدأ فى صلاته وبعد ان انتهى شعر بالراحه وشكر حبيبه على دعمها له وتركته لينام وتوجهت إلى غرفتها هى الاخرى لتنعم بالراحه والسکينه 
صدع رنين هاتفها التقطته بابتسامه فهى تعلم أنها صديقتها ريم 
حبيبه ريم حبيبتي واحشتيني
على الجانب الآخر تحدثها ريم بضجر لا ماهو واضح 
حبيبه ماانتي عارفه إللى حصل ليوسف والبيت كله اعصابه مشدوده وبعدين ده يوسف يا ريم يوسف
ريم عارفه ان سي يوسف بس مش تنسي رساله الماجستير إللى بتحضريلها وكمان تقديم التعين يا استاذه 
حبيبهانا كمان بمارس شغلي ودراستي مع يوسف وبدأت معاه العلاج النفسي من انهارده وبعدين انا لسه مش عارفه الماجستير هيكون عن ايه مش قررت لسه 
ريم بضيق طب والشغل مش قولنا هنشتغل فى مكان واحد يا حبيبه ولا خلاص هتستغنى عني
حبيبه انا اقدر يا ريم انتى عارفه ماليش غيرك بس يوسف دلوقتي محتاج لكل وقتي عشان على الأقل اقدم اى حاجه لعمى على تعبه معايا طول السنين إللى فاتت رد جميل يا ريم لعيلتي 
ريم بتنهيده خلاص يا ستي ردي الجميل براحتك بس اعملي حسابك مش هقدم فى اى مكان غير وانتي معايا ومستعده استحملك شويا 
حبيبه حبيبتي يا ريم وان شاء الله لم يوسف يتحسن ويعمل العمليه ويبق كويس مستعده ادوس معاكي فى اى مكان نشتغل سوا طبعا
ريم بغيظ لسه هنستني يوسف لم يفتح يا حبيبه وليه كل ده يوسف اصلا مش شايفك وهو مفتح هيشوفك دلوقتي هيحس بيكي دلوقتي 
صمتت حبيبه وشعرت صديقتها أنها تفوهت بكلام جارح 
ريم باسف انا اسفه يا حبيبه مش قصدي بس 
قاطعتها حبيبه بجديه ولا قصدك يا ريم انا مش بعمل كده مع يوسف عشان يحس بيه ولا حتى يشوفني انا بعمل واجبي اتجاه ابن عمى وهو فى محنه وانا لازم أكون جنبه ومش مستنيه منه حاجه ولا تمن لمساعدتي ليه وعارفه ان الحب نصيب ومش بالعافيه وكل واحد بياخد إللى مقسومله ومكتوبله ياريم 
شعرت بالحزن من أجل صديقتها واغلقت الهاتف خشت ان تتفوه بحماقات وتغضب صديقتها 
بعد ان اغلقت الهاتف جلست بالفراش تنهدت پألم وحاولت ان تغمض عيناها لتذهب فى نوم عميق لا تريد التفكير بشي سوا النوم 
كان يتحدث مع شخص آخر ويطلب منه شيئا يفعله عند عوده ابن عمه من الخارج يريد أن يحضر له مفاجئه تقلب حياته رأسا على عقب يريد أن يمحى اسمه من الوجود ليظل هو وحده المسيطر على ومؤسسات الانصاري فيكفى ان يكون فى الخفاء لابد وأن يظهر للجميع وسوف يفعل
المستحيل
 

انت في الصفحة 4 من 42 صفحات