رواية أقدار بلا رحمه الكاتبة ميار خالد
كانت بتعملي كل اللي أنا عايزه معتقدش ترفض المرة دي
كان يامن يقول تلك الكلمات و لكن بداخله كان يكمن قلق خفي من رد فعل والدته حين تعرف أنه قد وقع بحب تلك الفتاه البسيطة التي اقټحمت حياته منذ عدة سنوات أنه يتذكر ذلك اليوم الذي وقعت عينيه عليها تلك الفتاة الصغيرة ذات الشعر الغير مرتب و دموعها التي ټغرق عيونها و نظرات الضياع و الحزن التي قد خيمت في عينيها كل هذا تجمع في طفلة بعمر ال٦ أعوام لم تكن تعرف أي شيء سوى إسمها فقط براء
عاملين ايه كريم شكلك تعبان كده ليه
قال كريم
الكلية مطلعه عيني
ربنا يقويك أنا كمان مشغولة جدا في الدار بدأت أعلم أخواتي الصغيرين الخياطه و الكتابة
الكاتبة ميار خالد
و هنا لاحظت سكوت يامن لتنظر له بعيون لامعه أردفت
ساكت ليه
ها لا مفيش
ثم نظر إلي كريم بنظرة ذات مغزي ليبتسم كريم ثم أبتعد عنهم قليلا أردف يامن
أعرف و يمكن دي أول مره أسألك السؤال ده
أبتسمت براء و قالت بمزاح و قد حاولت أن تلطف الأجواء قليلا
أنت متوتر كده ليه مش عوايدك يعني
أرجوكي اسمعيني دلوقتي بس
ماشي أسأل
أخذ يامن نفسا عميقا ثم قال
أنت وصلتي للملجأ ده ازاي أقصد يعني أنت مش فاكره أي حاجه عن اهلك
يهمك تعرف
أكيد
تنهدت براء بضيق ثم قالت
من يوم ما اتولدت و أنا علاقتي مش كويسة مع بابا يمكن كنت صغيره اه بس فاكره كل حاجه بالتفاصيل فاكره الزعيق و الخناق اللي كنت بشوفه بعيني بس عشان أنا بنت مش ولد زي ما بابا كان عايز
و بعدها بابا و ماما أطلقوا و فجأة بقيت أنا مصدر التعاسه لماما و كل ما تشوفني تفتكر إني السبب في طلاقها مش فاكره إيه اللي حصل بعدها غير إني فتحت الباب و نزلت الشارع و بعدها حد لقاني و وصلني للملجأ هنا بس هي دي حكايتي
نظر لها يامن بأسف و قال
أنا آسف إني فكرتك بكل
ده
كنت عايز تعرف ليا أهل ولا لا أنا ليا أهل يا يامن بس للأسف مكنش ليا نصيب أعيش معاهم ولا أحس إني بنتهم بجد
من حقك ليه
تنهد يامن بحرارة ثم نظر لها و يدها و أردف بهدوء
أنا بحبك يا براء
نظرت له براء بعيون متسعه من الصدمة ثم سحبت يدها عنه بسرعة و أبتعدت عنه بخطوات و قالت
إيه اللي انت بتقوله ده!
أنا بحبك و مش حب صديق أو أخ لا أنا بحبك يا براء و عايز أكمل حياتي معاكي
المجتمع و أنا مالي بكل ده أنا بقولك إني بحبك أنا مليش دعوة بكل التعقيدات دي
تنهدت براء بحزن و قالت
عارفه و فاهماك بس صدقني كلامك ده هيفتح علينا باب صعب أوي يتقفل تاني
يامن منها قليلا و لكنه ترك مسافه حتى لا تنزعج و قال بهدوء و هو ينظر إلى عيونها مباشرة
هرجع اقولك إني مليش دعوة بكل ده أنا قولت كلمه واحدة و مستني ردك عليا
نظرت له براء بتوتر و قد خاڼها قلبها ليخفق بشدة و قد احمرت وجنتيها بخجل و تسربت إبتسامة هادئة إلى شفتيها ثم تنهدت و أردفت
أنا مليش غيرك يا يامن أنا بس خاېفة خاېفة تتخلي عني في يوم زي ما اهلي عملوا و أنا قلبي مبقاش حمل فراق تاني
هو أنا اتخليت عنك في يوم لحد دلوقتي
لا
طيب ليه بتقولي كده
خاېفة يا يامن
أبتسم يامن حتي يطمئنها قليلا و قال
مش عايزك تخافي من حاجه أنا معاكي و عمري ما هسيبك خليكي فاكرة ده
أبتسمت براء بحب و أردفت
و أنا واثقة فيك
و هنا أتجه كريم إليهم و ابتسامته المرحه علي وجهه و قال
ايوه يا عم و أخيرا لو شوفتيه من شوية يا بنتي كان خاېف و متوتر و أنا ضحكت لأني كنت عارف أنك هتوافقي
ليه يعني و أنت عرفت منين
يا حبايبي أنتوا الاتنين واقعين
ضحك يامن على كلام كريم و خجلت براء قليلا و بعد أن انتهت ضحكاتهم تلك نظر يامن إلى براء بعيون تشع بالحب و قال
أنا هروح أبلغ ماما بقراري ده و بأذن الله لما توافق قبل ما تتمي ال ١٨ سنه و تخرجي من هنا هتكوني على إسمي أنا عارف أنه فاضل كام شهر خلاص بس مش عايزك تقلقي
نظرت له براء بعيون متسعة ترسل له نظرات بألف معني و كأنها تريد ان تقول له إنني أثق بك أرجوك لا قلبي و تخذله بك
أنا واثقة فيك متتأخرش عليا
ابتسم لها يامن ثم خرج من المكان مع كريم و أتجه إلى منزله حتي يقول لوالدته!
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل الثالث
توقف كريم بسيارته أمام منزل يامن طالعه يامن بتوتر و كالعادة كان كريم يشجعه بشده و حاول أن يزيح هذا التوتر عنه فقال له كريم
ليه القلق ده كله أنت مش قولت أن طول ما أنت عايز الحاجه والدتك مش هترفض
عارف بس في قلق جوايا حاسس أن الأمور مش هتمشي زي ما أنا عايز
متقلقش وخليك واثق في ربنا واتكل علي الله يلا
أخذ
يامن نفسا عميقا ثم ترجل من السيارة وأتجه الي بيته تاركا كريم بداخلها دلف إلى بيته وظل يبحث عن والدته للحظات حتي وجدها بغرفتها وكان حولها الكثير من الناس و من الواضح أنها تجهز نفسها لحدث ما
في إيه يا ماما إيه كل الناس دي
حبيبي أنت وصلت أنت نسيت أن النهاردة عندي تكريم ولا إيه
ضړب يامن رأسه بخفه و قال
آسف جدا نسيت
إيه اللي شاغل بالك للدرجادي خلاك تنسى ماما
ده اللي كنت عايز أكلمك فيه
أنت شايف ده الوقت المناسب طيب ألغي أي كلام دلوقتي
لا مش هينفع ألغي الكلام يا ماما أنا عايز أكلمك على انفراد يا إما هتكلم دلوقتي في وجود الناس برضو
نظرت له عاليا پحده ثم أمرت الجميع أن يخرجوا من الغرفة قليلا وبعد لحظات كانوا وحدهم في الغرفة أردفت
عايز إيه يا يامن
نظر لها يامن للحظات وبدون أي مقدمات قال
أنا بحب براء وعايز اتجوزها
نظرت له عاليا بعدم فهم و قالت
براء مين
نظر لها يامن وقال بتوتر
و هو أنا أعرف كام براء يا ماما
نظرت له عاليا للحظات ثم ضحكت ضحكه عالية وقالت
أنت شايف ده وقت هزار طيب مش معقول يا يامن أنت لسه مخك صغير كده
أنا مش بهزر! أنا فعلا بحب براء و عايز أكمل معاها
نظرت له عاليا پحده ثم انتفضت من مكانها بفزع و أردفت
ده إللي هو ازاي يعني أبني أنا يحب تربية الملاجئ دي أنت عايز ټفضحني !
اڤضحك
ايوه ټفضحني أنت أزاي سمحت لنفسك تحس بكده إتجاه البنت دي
اصلا
و فيها إيه مش فاهم
فيها إنها من ملجأ يا يامن فيها إنها مش من نفس مستوانا تعرف إيه أنت عنها ولا عن عيلتها دي ممكن يكون وراها مصېبه
و هو من أمتى الملجأ كان عار يا ماما غير كده مش أنت طول عمرك مخلياني اعاملهم كويس و بتقولي أنك ضد العنصرية إيه كلامك ده
تعاملهم كويس اه عشان شكلي قدام الناس لكن تروح تحب منهم لا وكمان عايز تتجوزها مستحيل أسمح أن ده يحصل
بس أنا بحبها لو مش هتكون ليا مش هيبقي في غيرها في حياتي
أنت لسه صغير على الحاجات دي و ده مجرد إعجاب بلاش تدي الموضوع أكبر من حجمه بكره تنساها لما تشوف الأحسن منها
مستحيل!
أفهم من كده إيه يعني هتقف في وشي عشانها
أنا عمري ما أقف في وشك لأنك امي بس أرجوكي فكري فيا و لو للحظة أنا بحبها و مش هقدر أشوف غيرها في حياتي
نظرت له عاليا بتكبر و عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت
و أنا قولت اللي عندي
نظر لها يامن بعناد و إصرار أكثر و قال
و أنا كمان قولت اللي عندي و لو أنت مش موافقة بيها أنا هسيب البيت ده
نظرت له عاليا بسخرية و ضحكت باستهزاء و قالت
والله ولما تسيب البيت ده هتروح فين اصلا لو أنت فاكر أنك ممكن تعمل حاجه ڠصب عني تبقي غلطان من اليوم اللي أبوك فيه أتوفى أنا اللي بقيت كل حاجه و لو فاكر أنك هتقدر تبني حياتك بعيد عني تبقي غلطان جدا
نظر لها يامن پحده و صړخ
أنت ليه بتعملي فيا كده!!
أنا قولت إللي عندي واتفضل على الاوضه بتاعتك يلا
و أنا مش موافق بالكلام ده! مينفعش تمنعيني أنا مش صغير
لا صغير ! و لو البنت دي اقنعتك بالكلام اللي أنت بتقوله ده على اساس إني اقتنع تبقي غلطان صحيح هستني إيه من واحده زي دي
بلاش تتكلمي عنها بالطريقة دي هي متستاهلش كده منك
أنا مش عارفه إزاي عيله زي دي تضحك عليك لو فاكر أنها بتحبك بجد تبقي غلطان كل اللي هي بتعمله ده عشان فلوسك و مركز!
يا ماما لا
براء مش كده أنت غلطانه
نظرت له عاليا پحده
و قالت بنبرة ټهديد
يامن بلاش ټعصبني أكتر من كده بدل ما أستخدم معاك طريقة أنت مش هتحبها
أنا ميهمنيش كل ده عن أذنك
قال تلك الجملة ثم خرج من الغرفة بسرعة زفرت عاليا بعصبية ثم هاتفها و اتصلت بالأمن حتي يمنعوه من الخروج و بالفعل بمجرد أن نزل إلى الاسفل به قبل أن يصل لكريم الذي كان ينتظره في السيارة و حبسوه في غرفته ظل كريم مكانه حتي أحس بتأخر صديقه فترجل من السيارة واتجه الي البيت و قبل أن يصعد اتجهت إليه عاليا وقالت بنبرة قاطعه
تروح تقول للبنت دي أنها احسنلها تبعد عن حياة ابني و إلا هيكون ليا تصرف تاني معاها مفهوم
هو
يامن قالك
ايوه قالي و أعتقد قراري واضح
طيب هو فين
في الاوضه بتاعته هو اضايق من كلامي جدا بس مش عارف أن كل ده لمصلحته و مش عايز يخرج منها
بس أنا لازم اشوفه
هو قالي أنه مش عايز يشوف حد
بس
مفيش بس تروح تبلغها بالكلام ده بدل ما أنا اللي أبلغها بنفسي
حاضر
قال تلك الكلمة ثم خرج من البيت بحزن شديد واتجه إلى الملجأ ولا يعلم ماذا يفعل وبعد أن خرج من المكان رفعت عاليا
هاتفها و أتصلت بمديرة الملجأ و بمجرد