رواية بقلم ماجده بغدادي
هسيبك .. إحنا أصحاب من زمان ومينفعش أبعد .
خلاص يا نسمة معدش ينفع نبقى أصحاب .. أنتي مبتحبيش غير نفسك وأنا معتش أقدر أبقى مطمنة لوجودك ولا حتى كصديقة من بعيد لبعيد .
وليه أبقى بعيد ! أنا أقرب و أقرب و محدش هيقدر يبعدك عني .. خدي مني الهدية دي وأنتي تعرفي أني لسة بحبك .
شكرا مش عايزة هدايا خديها و أمشي .
تلفتت حولها لتجد أنها بالفعل في بيت نسمة .. لكن كيف هذا كيف ذهبت هناك دون أن تدري !!
سيبيني .. أنتي عايزة مني إيه
عايزة اللي جوا .. مش عايزاكي تاخديه هوا كمان .. جيبيه ياللا .. هاتييه .
ومدت يدها نحو عنق نعمة لتشعر بالاختناق .. بدأت الدنيا تدور والسواد يكسو كل ألوان الحياة وهي تحاول الصړاخ حفاظا على حياتها تحاول أن تبعدها ولكن يديها أصبحت تلتف حول ظهرها وتحكم قبضتها عليها وتحيط بذراعيها بقوة تردعها عن المقاومة .. إلا أن صړخة انفلتت لتفلت هي بها من ذلك الکابوس الرهيب تحيطها ذراعا أحمد
أخذت تنظر حولها .. لازالت في فراشها يدثرها الغطاء .. أخذت تبكي بشدة و هي تحتضن نفسها به وتحتمي مما لا تعلم .. أراحها على صدره و أخذ يربت على ظهرها بحنان و يرتب خصلات شعرها حتى هدأت .
خلاص بقيتي كويسة دلوقتي
مين دي
نسمة .
إيه اللي فكرك بيها دي! دا أنا نسيتها تماما .
و أنا كمان .. بس شفتها جايبة حية عايزة تعضني وتاخد الغطا بتاعي و كانت عايزة تخنقني بأيديها وتاخد مني حاجة بس مش عارفة إيه هيا.
يا ساتر أعوذ بالله .. إحنا بكرة نطلع صدقة بنية دفع الضر وربنا ينجينا عايزك كمان تخفي الحمل عن نفسك شوية .. طول ما انتي شايلة فوق طاقتك هتفضلي تشوفي كوابيس وهتتعبي .
على المقهى ولأول مرة ينضم علي لجلسة الأصدقاء مع أخيه أحمد و صديقه خليل
ما شاء الله اتخرجت وبقيت راجل ملو هدومك .. إحنا نشوفلك عروسة بأه .
و الله ما تتعب نفسك .. أنا مبسوط كده يعني هما اللي أتجوزوا عملوا إيه !
نظر أحمد و خليل لبعضهما واڼفجرا ضاحكين .. قال أحمد من بين ضحكاته
وطي صوتك أختك تسمعنا تبقى ليلتي مش فايتة .
آه يا فالح بس بتقولها و أنت قاعد معايا
جعل خليل صوته غليظا
أسد يالا فيه إيه !!
ضحك ثلاثتهم وبعد أن انتهت ضحكاتهم تكلم علي
هنفضل قاعدين كده واللي حړق المخزن مش عارفينه .. بكرة يعلم علينا في حاجة جديدة تقضي على الباقي منا .
يا علي أنا حاولت أعرف و حتى البوليس موصلش لحاجة .. مفيش دليل على حد بعينه ومعرفش أتهم حد .. مش أي حد بينا وبينه عداوة أو مشاكل ممكن ېحرق المخزن .
يا علي نفكر مع بعض أحسن بس برضو ممكن تفكيرنا ميوصلناش بحاجة .
أحمد
أنت مش زرعت كاميرات مخفية في المخازن من غير ما حد يحس من العمال عشان لو فيهم حد جاسوس أو حد منهم اللي عامل كده نعرفه .. سيبها على الله وهو هيكشفهم .
علي
طيب ما من ساعتها محصلش ولا شفنا حاجة .
خليل
يعني هو اللي عمل المصېبة بتاعت المخزن هيكررها كده بسرعة ! أكيد هيستنى لحد أما تاخدوا أمانكم
علي
أنا جتلي فكرة كويسة .. إيه رأيكم نفضي مخزن من المخازن وننضفه ونشيع أننا هنجيب فيه بضاعة كتير بمبلغ كبير أوي يعوض كل خساير الحريق وندخل المخزن ده حاجات شكلها كبير ع الفاضي و نراقب المخزن لحد ما نشوف مين ورا اللي بيحصل ونخلص من الکابوس ده .
أحمد
فكرة كويسة أنا أعرف سواق تريللا كبيرة ابن حلال ممكن يساعدنا في اللعبة دي ونعبي المخزن كراتين فاضية و شولة معبية سفنج و أهو أخلص من كوابيس أختك بالمرة .
علي
كوابيس إيه مالها نعمة
إمبارح كل أما تغمض عينها تشوف كابوس أن ناس بتتهجم علينا و أن نسمة جايبة لها حية و بټخنقها .
علي و خليل في صوت واحد
نسمة !!!
علي
إزاي تاهت عن بالنا بنت الأبالسة دي !
أحمد
بتفكروا في إيه
خليل
دي واحدة شيطان بمعنى الكلمة وكانت مستغلة طيبة قلب مراتك وأنها الوحيدة اللي أشفقت عليها و على حسب اللي شفتها منها أيام ما كانت بتحاول تعملني كوبري ليك أنها مش هتتردد تعمل أي حاجة بس متحسش أنها حد انتصر عليها .
علي
اسألني أنا .. أنا سجلتلها بلاوي وهي بتتكلم مع الحيوان اللي اسمه هاني و هما الاتنين مكويين منك أنت ومراتك عشان
معرفوش يطولوا حاجة .
أحمد
بصراحة أنا فكرت في لوزة و أمها .. هما اللي عارفين مكان المخزن .
علي
خلينا نفكر ومنستبعدش حد .. إحنا نشوف حد من رجالتنا الموثوق فيهم يراقبوهم ونشوف مين فيهم اللي هيوصلنا لحاجة وبرضو نكمل موضوع المخزن ده عشان نشجعهم يتحركوا و ميستنوش.
خليل
ههههههههه سيبوا عليا الموضوع ده .. أخو المدام بېموت في المغامرات وقصص الجاسوسية وهيفرح أوي هو وصحابه بالموضوع ده .. بس أبقوا أعملولهم ميدالية و ألا كاس و ألا حاجة .
أحمد
هههههههه بس كده .. دا أنا هديهم الجايزة التقديرية في حروب الجاسوسية بس يرسونا على بر.
وبعدين ياماما أنتي مكلتيش من الصبح .. مش كويس تفضلي كده حتى بابا هيتعب أكتر لما يشوفك كده .
مش قادرة يا نعمة نفسي مسدودة حاسة إن روحي هتطلع و أنا ببلع أي لقمة .. سيبيني و أنا لما أجوع هاكل .
طيب وبابا .. مش هتدخلي تأكليه بإيدك !
لأ ادخلي أكليه أنتي هو بيحب ياكل من إيدك .. هو معدش طايقني ولا كان عايز يرجع .. لولا تعبه مكنش رجع .
متقوليش كده بس هو ميقدرش يستغنى عنك .
الظاهر أني غلطت لما فكرت أني ممكن أعيش معاه حياتي من جديد و أقدر يبقى ليا مكان عنده .. ياريتني عشت أربي ولادي ولا اتجوزت و لا فكرت فحاجة غيرهم .
معدش ينفع الكلام ده .. آه إحنا معندناش بنات تطلق .. قومي يا كاميليا روحي لجوزك أكليه وبلاش دلع الراجل تعبان وألا عايزاه يقول أننا معرفناش نربي بناتنا وبيسيبوا أجوازهم عيانيين ويقعدوا بعيد يعيطوا .
مش قادرة أضحك يا نعمة
إضحكي إضحكي محدش واخد منها حاجة .. ادخلي غدي جوزك عما أكلم نهى وأشوفها أتأخرت ليه .
بس يا ستي وصحيت لقيت أحمد بيفوقني و مش فاهمة مين اللي جوا اللي عايزة تاخده ولا إيه اللي عايزاه مني .
مش بعرف بصراحة في تفسير الأحلام بس اللي أعرفه طالما التعبان مقرصكيش يبقى كويس وربنا نجاكي .. بس اللي جوا
ده مين وجوا فين
صمتت قليلا تفكر ثم وقفت فجأة
بت يا نعمة تكونيش حامل ويبقى هو ده اللي جوا
تفتكري يا نهى ! يارب .. بس هنعرف إزاي
سهلة .. هنجيب اختبار حمل من الصيدلية ونتأكد ولو طلعتي حامل خدي بالك من نفسك وقللي مجهودك .
يارب أطلع حامل يا نهى أنا معتش قادرة أشوف نظرات الناس ليا وكل شوية أسئلة ومكشفتيش ليه و مفيش حاجة بقالك سنة ونص واللي اتجوزوا بعدك عيالهم على ايديهم .. أنا نفسي أبقى أم .. حتى أحمد لما بيبقى منتظر الحمل ونتأكد أن مفيش بشوف في عيونه احباط بيموتني .
إن شاء الله هتبقي حامل .. الحلم مالوش معنى غير كده .
ما أصعب أن تتمنى ولا تقابلك إلا خيبة الأمل في كل مغادرة نهار فلا يبقى أمامك إلا الليل لتعش فيه ظلاما حالكا يؤذي كل مشاعرك وتعمى فيه عيونك وتنتظر من جديد عودة الفجر وتمني نفسك بأمل سطوع الشمس لتحيل برد حياتك لدفء ولكن تتكرر الأعاصير وتحجب السحب النور والدفء وتمطر الحياة احباطات تغلق كل بصيص من أمل قد يطل من بعيد .
نعمة .. يا نعمتي أنا جيت .. أنتي فين
مسحت دموعها سريعا و مسحت آثار بكائها
أيوة يا حبيبي .. أنا هنا في المطبخ .. أنا جاية أهو .
خرجت من المطبخ لتقابله في الردهة
حمد الله على السلامة .. الدكتور قال إيه
إنتي كنتي بټعيطي
لا .. كنت بقطع بصل .. قولي بس الدكتور قال إيه
قال فيه تحسن واضح .. وعمي بإذن الله هيرجع يتكلم كويس و رجليه بتتحرك وفيه أمل أنه بنهاية العلاج الطبيعي يمشي على عكاز ويقدر يروح الشغل كمان .
الحمد لله .. ربنا كريم هتتغدى
هتغدى بس لما تقوليلي الأول كنتي بټعيطي ليه ومتقوليش البصل .. أنا مش شامم ريحة بصل .
مفيش حاجة .. بس مخڼوقة شوية بقالنا كتير مش عارفين لا نرتاح ولا نفرح وتعب بابا ونفسية ماما كل يوم في النازل .
وإيه تاني و مفيش حمل
نظرت له ثم اڼفجرت بالبكاء فاحتضنها
شفت اختبار الحمل في باسكت الحمام وأنا بحلق الصبح .. عشان كده كنتي متغيرة امبارح والنهاردة بټعيطي كل العياط ده .. يا نعمة كله بأوانه وربنا هيكرمنا ولو مخلفناش خالص أنا راضي ومكتفي بيكي ..
رفع ذقنها بإصبعه وجعل عينيها أمام عينيه
أنا مكتفي بحبيبتي اللي ربيتها على إيدي وبقت في نفس معزة بنتي و مكانتها وحتى لو خلفت محدش هيبقى عندي زيها وهتفضل هي أول بنت ليا و أول حب مر على قلبي .
رن هاتفه رنينا ملحا قطع نظراتهما العاشقة فرفع الهاتف بتأفف
أنا مبيضايقنيش غير التليفونات اللي بترن زي القضا المستعجل وبتجيب أخبار زي خلقتها .
رد
نعم .. مين
.......
إيه ! بتتكلم بجد ! يا نهار مش فايت .
.......
طيب تمام .. تمام .. خليك مرابط عندك لما نشوف آخرتها إيه .
......
لأ .. حاول تعرف التفاصيل حتى لو هتدفع فلوس وبزيادة .
.....
هستنى منك تليفون بالجديد
أغلق الهاتف وهو شارد الذهن و كأن تلك الأخبار التي أتته تحمل مصائبا جديدة
مالك يا حبيبي .. إيه اللي حصل مش فاهمة حاجة .
أنا لو مت يا نعمة هتعملي إيه
إييييييييييييه
إهدي .. إهدي مفيش حاجة مش ھموت ولا حاجة غير لما عمري يخلص كنت بس بشوفك هتتخضي عليا و ألا هتقولي خد الشړ وراح .
أنت دمك بقى تقيل ليه فيه حد يعمل كده أنت بتفرح وانت بتجنني
قالتها وهي ترفع صباعها في وجهه وتقترب منه كأنها ستضربه ثم لفت وجهها للجهة الأخرى تتظاهر بالڠضب منه فالتف ليقف قبالتها ورفع وجهها إليه
بجد خفتي عليا
لأ .. خفت منلاقيش حد يقفل باب