الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية بقلم فاطمة

انت في الصفحة 2 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


ترمق والدها بنظرات مبهمه لديها قرار اتخذته ولكن مازالت مترددة في أخباره
أما عن الصغرى أمل نهضت عن مقعدها ثم التقطت حقيبة مدرستها وحملتها على ظهرها وقالت
سلام أنا بقا عشان ماتاخرش علي المدرسة
استوقفها والدها قائلا
أستني يا أمل هنمشي سوا اوصلك مدرستك وبعد كده أروح مدرستي 
هتفت بفرحة
أوامر سعادتك يا سيادة المدير 

ثم اردفت قائلة بمرح
اه لو كنت مدير مدرستي يا بابا كنت عملت ايه 
ابتسم لها وقال 
كنتي عملتي ايه يا لمضه
كنت سويت الهوايل هههه
ضحك علي حديثها ثم قال
الحمد لله أن مش مدير مدرستك يلا بطلي كلام عشان هتتاخري عندك طابور وكمان انا احضر طابور مدرستي 
سلام عليكم لو احتاجتي لحاجه يا ام حياة ابقي كلميني 
حاضر يا حج في رعايه الله
بعدما غادر والدها المنزل زفرت أنفاسها بضيق فلم تحين لها فرصه أن تتحدث معه 
شعرت بها والدتها فقالت لها
مالك يا حياه حساكي مضايقه في حاجه يا حبيبتي 
تنهدت بضيق ثم قالت 
ابدا يا ماما مخنوقه بس شويا 
من ايه يا قلبي سلامتك من الخنقه
الوضع يا ماما وحال البلد انا لحد دلوقتي مش لاقيه شغل 
ضحكت عليها والدتها ثم قالت
يا حبيبتي انتي لسه متخرجه من كام شهر بس مستعجله علي ايه امال 
الشباب اللي متخرج من سنين ولسه قاعد علي القهاوي دول يعملو ايه بس الصبر يا حبيبتي
وانا لسه هصبر واقعد سنين كده من غير شغل لا طبعا امال كنت بدرس ويتخرج عشان اقعد في البيت في الاخر 
استني عدلك البنت مهما تدرس مسيرها لبيتها وجوزها وولادها
عدل ايه بس يا ماما لا انا بدرس عشان احقق كياني والاقي نفسي مش عشان اقعد احط ايدي علي خدي واستني ابن الحلال لم يدق بابي لا والف لا انا لازم اتحرك
هتفت دلال بدهشه 
هتعملي ايه 
هنزل ادور علي شغل انا شوفت كام اعلان كده ادعيلي يا ماما ربنا يوفقني
ماثولتيش لبابا ليه قبل ما ينزل 
البركه فيكي يا دودو وبعدين هتصل بيه وأعرفه طبعا أن خارجه اقدم السي في بتاعي وربنا معايا 
ربنا معاكي ويوفقك يارب
دلفت مسرعه الي غرفتها فلحقت بها فريده قائله
هتعملي ايه
يا مجنونه
نظرت لها محذره 
فريده اوعي تجيبي سيره علي اللي ناويه اعمله دلوقتي 
هتفت پصدمه
هتنزلي مصر دلوقتي!
لاقيت فرصة شغل هناك في شركة كبيرة ومعروفه الأول هروح أعمل 
انترفيو ولو اتقبلت هكلم بابا وأقنعه ولو مافيش نصيب يبقي خلاص 
هصرف نظر في الوقت الحالي لم تجيلي الفرصه 
تمام يلا غيري هدومك وتنزل سوا انا هروح جامعتي وانتي تاخدي مواصلة توصلك القاهرة وخلي بالك من نفسك وابقي كلميني طمنيني عملتي ايه 
حاضر يا فرفورة قلبي أنتي
داخل مجموعة شراكات السعدني
هتف سراج لسكرتيرته الخاصة قائلا
مها مواعيد الانترفيو يتحدد اليوم من الساعه 10الي الساعه 12 
كفايه اوي ساعتين في اليوم لمده اسبوع انا دماغي بتتهرري من المقابلات دي 
حاضر يا افندم 
ثم أردف قائلا بتسأل 
مستر سليم وصل مكتبه ولا لسه
أيوه يا افندم وصل من ساعة 
تمام انا في مكتبه 
حاضر يا افندم
سار سراج بخطوات واسعه الي حيث مكتب سليم 
سراج عز الدين شاب في الثانيه والثلاثون من عمره طويل القامه بجسد رياضي يمتلك شعر بني قصير وعينان عسليه وبشره برونزيه يعمل مدير تنفيذي لمجموعه السعدني هو الذراع اليمني لسليم السعدني وصديقه المقرب 
وقف أمام مكتب سليم ينظر لسكرتيره قائلا
هند مستر سليم في مكتبه 
هتفت هند
أيوه يا مستر سراج في مكتبه تحب تدخله
خليكي مكانك أنا هدخله واطلبيلنا فنجانين قهوة مظبوطة 
حاضر يا افندم 
طرق باب المكتب ثم دلف لداخل واغلق الباب خلفه
صباح الخير يا قبضان
رفع سليم أنظاره عن الاوراق التي أمامه وقال
صباح الخير كويس انك جيت يا سراج كنت لسه هطلبك
جلس أمامه وقال بمشاكسه
كنت
حاسس انك محتاجلي سبت مكتبي رغم أن انهارده أول يوم في 
مقابلات الشباب قولت اجي عندك اصفي ذهني كده واشرب معاك القهوه
ضحك بخفه وقال 
اه قولتلي بقا مقابلات الشباب 
فاهمني انت يا ريس ههههه نيتي سليمه والله طبعا لازم نعاين الشباب هههه
سيبك من ده كله انا محتاجك تركز علي الصفقه دي 
صفقه ايه 
الاجهزه الطبيه يا سراج انا مش عايز يحصل

فيها مشاكل تتابعها بنفسك 
أسر مشغول اليومين دول موده مش تمام وانا عايز اسفره امريكا 
ظبطلي مع مستشفي هناك شوف نيويورك مثلا وعاوز حجز ليه ولمراته 
خلال يومين 
حاضر ماتقلقش هظبط سفريه أسر وهتابع بنفسي صفقه الأجهزة الطبيه 
بس الاول قولي مالك انت كويس 
قال سليم بجديه 
انا تمام انت تمام 
ضحك سراج وقال 
تمام هسيبك واروح أستعد لمقابلات اليوم 
دلف الساعي بعد أن طرق الباب وهو يحمل صنينه القهوه التقط سراج الفنجان خاصته وقال 
طيب هشرب قهوتي في مكتبي سلام 
غادر سراج مكتب سليم وعاد الي حيث مكتبه أما عن سليم عاد بظهره 
للخلف ورمق المقعد المتحرك الذي يضعه جانبا بنظرات غاضبه ثم رفع 
أنامله ودسها بغيظ تتسلل خصلاته السوداء 
قبض بكفيه بقوه اعلي 
جبينه فهو يشعر بصداع حاد يكاد يفتك برأسه اثر قله النوم والتفكير في ذكريات الماضي التي تلاحقه 
الفصل الثاني
وصلت حياة الي وجهتها وترجلت من سيارة الأجرة أمام مقر شركة السعدني للاستيراد والتصدير ثم أعطت السائق النقود وسارت بخطوات واثقة لتدلف داخل الشركة 
ثم تسألات عن وجود المكان الذي يتم به عمل الانترفيو الخاص بالعمل 
اصطحبها أحدي أفراد الأمن واخبرها بأن تستقل المصعد إلى حيث الطابق 
الثالث ومن ثم تتوجه إلى مكتب المدير التنفيذي للشركة 
شكرته وصعدت الدرج ركضا وبين كل طابق والآخر تقف تسترد أنفاسها 
قليلا ثم تعاود الصعود إلى أن وصلت للطابق المنشود 
وقفت تستجمع شتاتها وهندمت ثيابها ثم ضبطت الحجاب التي ترتديه
وسارت بالرواق الي ان توجهت لمكتب السكرتاريه تنفست الصعداء 
ونظرت لها مبتسمه ثم قالت
مساء الخير
رفعت مها انظارها وظلت تتفحصها بدقةثم اجابتها بهدوء
مساء الخير افندم 
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
أنا جايه بخصوص مقابلة لشغل 
أومت راسها بخفة ثم قالت 
أيوه بس الانترفيو معاده انتهى تعالي بكره بس بدري شويا 
هتفت بصوت محبط
بكره صعب جدا ثم استرسلت حديثها بتوسل
أرجوكي مش ينفع أعمل الانترفيو دلوقتي أنا جايه من سفر والله وصعب اجي بكره
هزت راسها نافية
ماينفعش يا انسه دي ارتباطات ومواعيد محددة مستر سراج لا يمكن يسمح بأن يحصل لخبطة في مواعيد هو بنفسه اللي محددها 
ارجوكي حاولي معاه وحياه أغلى حاجة عندك ساعديني أحنا بنات زي بعض 
أشفقت على حالتها ثم نهضت عن مقعدها وقالت
طيب هعمل محاولة اخيرة 
طرقت باب مكتبه ودلفت بهدوء بعد أن إذن لها بالدخول وقفت أمامه تنظر له بتردد 
هتف سراج بتسأل 
خير يا مها أنتي جايه تقفي في مكتبي ولا ايه
اصل بصراحة في حاجة كده 
حاجة ايه ماتتكلمي على طول 
اصل في بنوته بره جايه بخصوص الانترفيو 
نظر سراج لساعته ثم قال
الساعة معاكي كام دلوقتي
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
الساعة واحده إلا عشرة 
تمام يعني المعاد اللي حددته انتهى تعدي علينا بكره
والله يا افندم أنا قولتلها كده بالظبط بس بصراحة صعبت عليه قالت إنها جايه من سفر وكده 
ابتسم بخفة ثم قال 
هي حلوه طيب 
ضحكت مها ثم قالت
بصراحه هي حلوه اوي بس مش استيل حضرتك 
خلاص يا مها خليها تدخل هعمل ايه في قلبي الرهيفمااقدرش اقول للجنس اللطيف لأ 
ضحكت مها وقالت وهي تغادر مكتبه 
انا بقول كده برده مافيش زي قلب حضرتك 
عندما وقفت أمام حياه هتفت الاخيرة بقلق 
ها عملتي ايه 
ابتسمت لها بود ثم أشارت لها بالدخول
اتفضلي مستر سراج هيقابلك 
متشكره متشكره اوي يا قمر 
ضحكت مها علي روحها العفويه ثم استوقفتها 
ماقولتيش اسمك ايه 
دارت وجهها إليها ثم قالت 
حياة وانتي 
مها 
استجمعت قواها ثم طرقت الباب ودلفت علي استحياء انتابها شعور
بالتوتر ونبضات قلبها تكاد مسموعة سارت باضطراب إلى أن تسمرت مكانها 
تتطلع لها يتفحص هيئتها المضطربة تلاقت اعينهم شعر هو بخجلها فقد كانت تتميز بعينان واسعتان خضراء بشړة بيضاء ووجه مستدير ولديها غمازة واحده بوجنتها اليسرى تظهر عند ابتسامتها وحجاب يخفي شعرها البني القصير كما أنها قصيرة القامه 
كانت ترتدي حجاب باللون السماوي وبنطال جينز يعلوه بلوزة بيضاء وكارد طويل باللون السماوي يصل الي بعد ركبتيها وتحمل حقيبه كورس بيضاء 
لاحت ابتسامته عندما أعجب بجمالها وجمال مظهرها فكانت ترتدي ثياب متناسقه
فاق من تطلعه وهتف بترحاب
اهلا وسهلا اتفضلي أقعدي
جلست بالمقعد المقابل لمكتبه ثم اعطته الملف الخاص بها 
اتفضل حضرتك ده السي في بتاعي
التقطه منها وفتح أوراقه وقعت عيناه علي صورتها الشخصيه المبتسمه ثم قرأ أسمها 
أمممم متخرجه من حاسبات ومعلومات جامعة المنصورة 
هزت راسها بالايجاب
هتف بتسأل 
انتي من المنصورة
هزت راسها بالايجاب ثانيا 
ضحك سراج وقال
لا احب اسمع صوتك ده انترفيو ماينفعش تردي بالطريقه دي 
أسفه حضرتك
عارفه انك حاله اثتثنائيه انا عندي انضباط في المواعيد ماحبش اي تأخير 
انا متشكره لسعه صدرك والله ڠصب عني التأخير السفر والطريق وكده يعني 
عشان كده هعدي المره دي 
قوليلي بقا انا شايف تقديرك امتياز علي مدار الأربع
سنين ماشتغلتيش قبل كده 
لا للاسف مافيش شركه قبلت بيه عشان حديثه تخرج طالبين كفاءة وتتكون فين الكفاءة والخبرة غير لم تستلم شغلنا ويعرفو يقدرونا في الشغل 
فعلا لازم تاخدو فرصتكم الاول
ثم أردف بتسأل
بس هنا مش شركة خاصة بالحاسبات والكمبيوتر نظام دراستك 
هو مين دلوقتي بيشتغل في مجال دراسته يعني ممكن الاقي نفسي هنا مش شرط مجال دراستي
عندك حق

مافيش حد بيشتغل بمجاله طيب شايفه نفسك معانا هنا في الشركة
الحقيقة أنا عارفه أن الشركة غير دراستي واتمنى يكون ليه مكان هنا بس مكتوب في الإعلان أن في فرص عمل للشباب حديث التخرج وكل المجالات 
دي الحقيقة وأن شاء الله يكون ليكي مكان معانا بس أخر سوال 
شايفه نفسك فين بعد خمس سنين مثلا 
والله لو فعلا استلمت شغلي هنا وكان ليه راتب محترم قد كده ممكن احوشه وبعد الخمس سنين اكون بفتح مكتب خاص بيه وفي مجال دراستي لأن بعشق الكمبيوتر وشغله 
ابتسم علي تلقائيتها ثم قال
هدرس السي في بتاعك وأن شاء الله يكون لينا فرصه نشوف شغلك معانا وهيكون فعلا براتب محترم 
ابتسمت برقه ثم نهضت عن مقعدها وقالت
أن شاء الله انا متفائله جدا بعد اذن حضرتك 
اتفضلي 
سارت بفرحة عكس شعورها عندما دلفت وعندما التقت بمها همست بحماس 
يارب اتقبل واشتغل معاك يا قمر 
ضحكت مها وقالت 
والله انتي اللي قمر
غادرت الشركة على أمل العودة ثانيا وهي من ضمن فريق العمل بها ثم استقلت اول سيارة أجرى لتقلها إلى موقف الباصات لكي تستقل الباص العائد إلى المنصورة 
في المساء 
اثناء تناول العشاء بفيلا السعدني
كانت نور ترمق سليم نظرات بين الحين والآخر ولا يشعر بها أحد سوا السيده خديجه التي تراقبها طوال الوقت 
هتف سليم وهو ينظر لشقيقه 
بعد العشا عايزك في المكتب 
وضع الشوكه وهتف قائلا
الحمدلله أنا خلصت تعالى ندخل المكتب 
سحب مقعد شقيقه وسار به إلى حيث غرفة المكتب فتحها أسر ودلف المقعد وسار خلفه
هتف سليم قائلا
اقفل الباب وتعالى 
تقدم سليم بالمقعد المتحرك إلى أن وصل للمكتب فتح أحدى إدراجه ثم أخرج تذاكر الطيران الخاصة بسفر شقيقه وزوجته إلى مدينة نيويورك 
اتفضل التذاكر طيارتك بكره بالليل الحق فرح مراتك وجهزو نفسكم دي هديه عيد جوازكم 
حبيبي يا سليم حتى دي مانستهاش
نظر له
 

انت في الصفحة 2 من 70 صفحات