قطرات الغيث بقلم فاطمه الألفي
وقعت علي صورته
انسابت دموعها وهي تدقق النظر في تلك الفتاه التي علمت بانها زوجته السابقه ولكن تسالت داخلها لماذا طلقها وهي شديده الجمال ويبدو بانه يحبها نظرات عيناه تفضح عشقه لها اغلقت الالبوم ووضعته كما كان ثم كفكفت دموعها وغادر الشقه لتتوجه الي حماتها لتفعل ما تأمره بها
وقفت امام حماتها تتصبب العرق وتمسح جبينها بظهر كفها رمقتها زاهيه بنظرات غاضبه ثم هتفت بضجر اياكي فاكره انك هتاخدي ولدي مني لاع ولدي مهما كبر هيفضل تحت طوعي واني اللي جوزتك ليه يعني تبطلي چلع وتشتري رضاي احسن چلبتي مره چوي ومش هتتحمليها يا بت منصور خابره بچول ايه تحطي الحديت ديوت حلچه في دانك غوري من وشي نضفي السريا وشهلي عشان تعملي الوكل مش تفضلي واچفالي اكيده
انسابت دموعها بصمت واكملت ما بدائته من حمله التنضيف التي ارهقت جسدها الضئيل فهي لم تقدر علي كل هذا وحدها ولكن لم تستطيع ان تتفوه ببث كلمه ظلت صامته طوال اليوم الي ان انتهت من اعداد كل شيء .
غربت الشمس وحل ظلام الليل هتفت زاهيه قائله اطلعي اتسبحي وغيري خلجاتك زمان راچلك معواد
همست بصوت متعب منكسر حاضر
ركضت مسرعه من امامها تصعد الدرج متوجه الي حيث الطابق الخاص بها لمحها غيث اثناء دلوفه وهو يمسك بذراع والده الذي يتكئ عليه دلفو سويا .
هتف غيث قائلا سلامو عليكم ياست الكل
ثم نظرت لزوجها قائله عوچت كيده ليه يا حچ
تنهد عبدالرحمن وهو يجلس اعلي الاريكه ثم قال الارض كانت واحشاني چوي يا حچه بس البركه في غيث ربنا يحميه ويباركلي فيه مش مخلي حاچه ناقچه
تعيش يا بوي ثم نظر لوالدته بتسأل وينها شچن
هتفت بكذب ماشوفتهاش يا ولدي واني لسه مخلصه شغل الدار من تنضيف لوكل هي لساتها عروسه ومن حچها تتچلع علينا ربنا يسعدكن يا ولدي واشوف عوضك يارب
هطلع اغير خلچاتي واتسبح
هتف زاهيه بغيظ والوكل اچعد كول لچمه الاول وانا هحط الوكل
مش متعود اكل بخلچات الشغل كلها عفره وغبار لازمن اتسبح الاول
سار بخطوات واسعه ثم صعد الدرج الي حيث شقته اخرج المفتاح خاصته وفتح الباب ودلف بهدوء يبحث عن زوجته .
استمع لصوت شهقاتها اقترب من باب المرحاض وقرب اذنه من الباب يسترق السمع فازدادت شهقاتها شعر بالقلق من اجلها يخشي ان تكون اصيبه بالڼزيف مره اخري فتح الباب بلهفه لينتقض جسدها وهي تتطلع لانفتاح الباب انكمش علي نفسها
ازدادت ارتجافتها اقترب منها يضمها بين ذراعه ثم حاوطها بالمنشفه وسحبها لخارج المرحاض اجلسها علي الفراش وظل يتطلع لها بقلق وعاود يتسأل پتبكي ليه يا شچن في حاچه بتوچعك
هزت راسها بالنفي وانسابت دموعها
في حاچه حوصلت طيب
عادت تهز راسها بالنفي مره اخرى
همست بصوت متحشرج كنت بتحبها ليه طلچتها
ابتعد عنها وكانه لدغته عقربه ثم نهض واقفا عبث وجهه بضيق وقال بصوت حاد هدخل اسبح وهعتبر نفسي ماسمعتش حاچه زي ماانتي ما چولتيش حاچه
دلف لداخل المرحاض واغلق الباب خلفه بقوه اشعلت النيران داخل صدره بسبب تلك الكلمات التي اوقدت نيران عشقه الذي يجاهد في اخمادها واطفاءها ولكن هيهات فهي نفسها تحاول فتح جراح الماضي الذي مازل يترك اثره بقلبه ..
الفصل الثامن
ظل حمزه منشغلا بتلك القضيه المعقده وهروب المساجين كان يخط باسمائها امام الورقه التي امامه نقش حروف اسمائهم ووضع عده خطوط اسفل ثلاثتهم واثناء شروده استمع لطرقات اعلي باب مكتبه اذن للعسكري الدخول
دخل العسكري وهو يلقي التحيه ثم قال شب اسمه علي الصاوي عاوز يچابلك يا فندم
هتف بتسال علي الصاوي .! طيب ډخله يا عسكري
اوامر جنابك
غادر العسكري المكتب ودلف علي قائلا
سلامو عليكم ياحمزه باشا
رفع حمزه انظاره عن الورق وتذكر ذلك الشاب الذي التقي به قبل ايام بسبب الشجار الذي قام بينه هو واشقائه بالشاب الاخر شقيق الفتاه .
ابتسم حمزه ثم قال وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته اتفضل اچعد يا علي
جلس علي بالمقعد المقابل لمكتبه تشكر يا باشا
تشرب ايه يا علي
تسلم وتعيش چنابك اني جايلك في حاچه اهم من الشرب يا باشا
انصت له ثم اردف خير يا علي شاهين اتعرض لحد منيكم
لاع يا باشا بس شاهين اليومين دول مصاحب جاسم العناني ابن عضو مجلس الشعب ناجي العناني وبيجعد معاه علي الچهوه كتير چوي
هز راسه بعدم فهم مش فاهم يا علي تچصد ايه بحديتك ديه وايع حكايه جاسم ده گمان
أچولك اني يا باشا چاسم بيه دي بيوحفر وبيدور علي اثار في كذا دار اكيده في البلد چاسم مخبر صحابهم ان في تحتيهم كنز وبيحفرو اخر الليل يا باشا عشان يخرچو الكنز اللي بيچول عليه ويتچاسمو
هتف حمزه پصدمه كنز واثار وانت تعرف كل ده من وين يا علي
انصت حمزه اليه باهتمام ليقص عليه علي كل ما يعرفه عن الاثار الموجوده داخل المنازل القديمه المتهالكه التي عسا عليها الزمن بعدما اوهمهم جاسم العناني بوجود اثار اسفلها وجميعهم منساقون خلفه والي الان لا يعلم اذا كان صادق معهم وحقا يوجد الكنز المدفون اسفل البنيان ام يستغل حاجتهم للمال ويوهمهم بهذا الكنز من اجل الاستلاء علي بيوتهم القديمه وضمھا لممتلاكته الخاصه ..
بعدما انتهي علي من حديثه نظر لحمزه بقلق ثم قال بصراحه يا باشا اني خاېف على روح من شاهين خيها احسن يعمل فيها حاچه وهو ملموم علي چاسم بيه
رفع حمزه حاجبيه باستنكار ثم ابتسم له بود وقال انت بتحبها يا علي
ابتلع علي ريقه ثم قال الكدب خيبه يا باشا ايوه بحبها وبتمني اتزوچها وارحمها من ظلم خيها شاهين
وشاهين ظلمها في ايه
واكل حچها في ارض ابوها الله يرحمه ومعيشها في ذل تحت رحمته هو ومرته وامها مابتچدرش تچوله لاع واصل نفسي اخلصها منينهم واصونها في داري
هز راسه بإيماء ثم قال اطمن يا علي ان شاء الله ربنا يجمعك بيها علي خير وانا هعمل تحرياتي عن جاسم وشاهين وهتصرف
نهض من مجلسه قائلا ربنا ينصرك عليهم يا باشا واني لو عرفت ايوتها حاچه هبلغ جنابك طوالي
تشرفني في اي وچت يا علي
غادر علي مركز الشرطه وانكب حمزه علي الملف الذي
امامه وظل يحدق به مرارا وتكرارا ثم هتف مناديه للعسكري الذي يقف امام مكتبه
عسكري فضل
دلف العسكري يودي التحيه تمام يا افندم
عاوزك تركز زين في الحديت اللي هچوله عاوز مراچبه علي چهوة البلد وتخلي عينك علي سخص بعينه
مين السخص ده جنابك
چاسم العناني
جحظت عيناه پصدمه ثم هتف قائلا وها دي ولد عضو مجلس الشعب سيادة النائب ناچي العناني
هتف حمزه بلامبالاه وايه يعني نفذ الاوامر يا عسكري وتچبلي چراره أول بأول مفهوم
مفهوم يا افندم
غادر العسكري مكتبه عاد حمزه يستند بظهره علي المقعد وهو يتنهد ويزفر انفاسه بضيق ثم نهض فجاه عن مقعده وقرر ان يتفتل بشوارع القريه بنفسه ..
الفصل التاسع
بعدما انتهي من حمامه وابدل ثيابه غادر الغرفه دون ان يتطلع اليها فقد تلاشي وجدها خوفا من بطشه بها فهو الان كالحمم البركانيه ولايريد ان ينفجر بها فهي مازالت صغيره ولم تتحمل غضبه .
اراد ان يختلي بنفسه ويذهب الي جواده الاصيل الذي يشعر به دون ان يتفوه بشيء فهو صديقه الاصيل الذي لن يتخلي عنه مهما كان غاضبا يتحمله بكل تقلبات مزاجه ..
ولكن استوقفته تلك الطائشه التي لا تعلم عواقب فعلتها .
وقفت امامه قائله بصوت مهتز بتهرب ليه أوچف چصادي وخبرني انتي اتزوچتني ليه لم انت لساتك بتحبها و
لم تكمل كلماتها ابتلعتها داخل جوفها عندما هوي بيده يصفعها صفعه مدويه اعلي وجنتها ليخرسها تمام
چولتلك اتچي شړي السعادي يا بت الناس أني ماحدش يچف چصادي ويحاسبني
غادر المنزل كالاعصار واوصد الباب خلفه بقوه اهتز جسدها وارتجفت اوصالها وهوت بقدمها تجلس ارضا ثم انكمش علي نفسها كالقوقعه وانسابت دموعها بنحيب ېمزق نياط القلب ..
امطي جواده وضربه بقوه ليركض الاصيل مسرعا علي غير العاده توجه به الي البحيره الذي دائما يذهب اليها اثناء غضبه ويجلس علي جانبها ويلقي بالحصي داخل البحيره
عندما اقترب من مياه البحيره راء انعكاس صورتها داخل المياه وكانها تنظر له بعتاب شعر بوخذه داخل صدره فتلك الصغيره لم تعرفه بعد لم ترا منه الا الوجه الاخر لم ترا الإ قسوته وجحوده لا تعلم بان داخله طفل صغير يريد الاحتواء يريد ان يضع راسه بحجرها وتتسلل اناملها الرقيقه بين خصلاته فهو يفتقد ذلك الاحساس يريد ان تضمه باحضانها الصغيره ليغمدها بحبه وحنانه داخله وجه خفي لا يظهره لاحد فهي لازالت صغيره ولكن هو يتتوق لتلك المشاعر لا يريد منها النبش بالماضي الذي يجاهد من اجل نسيانه ومحوه من تاريخ حياته ياليته لم يلتقي بتلك الجنيه التي بدلت حياته وقلبتها رأسا علي عقب .
ظل قابعا مكانه يلقي بالحصي الي ان جان الليل واسدل ستائره نهض من مكانه ليمطي جواده ويعود به الي حيث منزله يصالح صغيرته البريئه علي ما صدر منه ..
دلف من باب الشقه بهدوء ليتفاجئ بها كما تركها هرول اليها بقلق انحني نجذعه يتفقدها وجدها فاقده للوعي حملها
برفق ودلف بها الي غرفتهم اراحها بالفراش ثم ركضت بحثا عن قنانه العطر خاصته ونثر بعضها علي كفه ثم قربها من انفها لتيتنشقها ولكن أبت محاولاته بالفشل اننابه القلق ونهض بحثا عن هاتفه وجده اعلي الكومود التقطه بلهفه ثم صغط زر الاتصال بشقيقه وعندما اجابه هتف غيث بقلق
حمزه كنت چولتي چبل سابچ إنك أتعرفت علي دكتوره شچن فاچده الوعي ومش بتفوچ أرجوك يا حمزه اتصرف وخليها تيجي تفوچها ضروري يا خوي ماتعوچش
اغلق الهاتف مع شقيقه وظل جانبها ېلمس بشرتها برفق ويداعب خصلاتها السوداء ثم همس بالقرب من اذنها حچك علي غصبن عني امد يدي عليكي يا چلبي ايوه چلبي اللي اتخلع عليكي لم شوفتك اكيده أنتي لساتك ازغيره ومش فاهمه حاچه بلاش تفتحي الدفاتر الچديمه وانتي تاخدي عنيه وچلبي وعچلي وروحي گمان .
اخرج تنهيده حارقه ثم ابتعد عنها عندما استمع لرنين جرس الباب نهض بلهفه ليفتح لشقيقه الباب .
عندما فتح الباب تسمر مكانه جحظت عيناها پصدمه وهي تقف بجانب حمزه.
هتف حمزه وهو يشير اليها بالدخول اتفضلي يا دكتوره ثم نظر الي شقيقه قائلا هتفضل واچف مكانك ما تخبر الدكتوره وينها مرتك وبيها ايه
تذكر شچن وحالتها ثم قالت بصوت خاڤت اتفضلي معاي
سارت خلفه وهي تذفر انفاسها بضيق فلابد وان ذاك الھمجي عرضها للاذئ اشفقت علي حالتها فهي مازالت صغيره لن تتحمل كل هذا
اقتربت من فراشها ثم التقطت معصمها تتحسس نبضات قلبها ثم عادت تنظر له بضجر وهتفت قائلا نبضها ضعيف وشكلها مابتتغذاش كويس محتاجه محلول ممكن تبعت حد الصيدليه يجيب محلول جلكوز عشان اعلقه وان شاء الله تفوق
أومي براسه ثم ترك الغرفه بخطوات واسعه واخبر شقيقه ان يجلب له ذلك المحلول وعاد يقف علي اعتاب الغرفه يخشي ان يتشاجر مع تلك الطبيبه التي التقي بها قبل عده ايام
رمقته وجدان بنظرات غاضبه وعندما اردت ان تتحدث معه قاطعها رنين جرس الباب ففضلت الصمت
ركض غيث ليجلب من شقيقه المحلول ثم اعطاه اياها لتبدء هي بغرسه داخل اوردة كفها وعندما انتهت نظرت له پحده قائله هتفوق لم المحلول يخلص وياريت تهتم بصحتها اكتر من كده وتتغذا كويس لانها ضعيفه وواضح ان الاغماء اللي حصلها بسب مجهود بدني بذلته وكمان قله اكل
ابتلع ريقه بصعوبه ثم قال علي مضض هنهتمو بيها اي أوامر تانيه
لوت ثغرها بضيق ثم قالت لم المحلول يخلص تقدر تقفله من هنا وتسحبه من الكانولا وتغلقها
ثم غادرت الغرفه وهي تحمل الحقيبه الطبيه لحق بها حمزه قائلا اتفضلي هوصلك
ثم القي نظره علي شقيقه هوصلك الدكتوره ورجعالك
أوما له بخفه ليغادر حمزه منزل شقيقه برفقه وجدان فتح لها باب السياره ثم استقلت مقعدها بجواره وعاد هو الي حيث مقعده خلف المقود وقبل ان يتحرك نظر لها بامتنان شكرا يا وجدان تعبتك معانا
قالت بضيق ده واجبي يا حمزه بس ماكنتش اعرف ان ده يبق اخوك
نظر لها بتسال انتي تعرفي غيث
هزت راسها بأسي ثم قالت عز المعرفه ده شخص همجي غريزته بتحركه شوفته قبل كده جايب مراته وهي لسه عروسه ماكملتش ساعات علي فرحها وعندها ڼزيف وتهتك وعملت ليها عمليه ده لا يمكن يكون بني ادم مافيش عنده ذره رحمه
نظر لها پحده ثم قال من فضلك يا دكتوره ماتحكميش علي الناس بالظاهر انتي ماتعرفيش غيث كويس عشان تتكلمي عليه بالطريقه دي
طبعا ما انت لازم تدافع عنه مش اخوك اكيد عاجبك تصرفاته وراضي بيها
ضړب محرك القياده پغضب ثم اردف قائلا وهو عمل ايه حرام اتجوز واخد شرع ربنا من مراته هو مايفصدش يأذيها ولا كان يعرف انها ممكن تتاذي وتروح المستشفي
وتعمل عمليه ماحدش يعرف بالغيب يا دكتوره
بس اتجوز بنت صغيره وجسمها كمان لسه في مرحله النضوج و
قاطعها قائله غيث ماشافش مراته ولا يعرفها قبل كده دي من اختيار الست الوالده لكن الغلط الاكبر علي اهلها انهم زوجو بنتهم في العمر ده كمان اللي حصل دي ضمن العادات والتقليد هنا يعني غيث ماكتش ينفع يصبر عليها واهلها مستنين يطمنو علي بنتهم عارف ان ده شي غلط ومش راضي عنه بس لسه في عقول بسيطه ومترسخ عندهم