قصه جميله قصة ۏجع الهوى
معه فى الايام المقبلة فهو حتى الان كالشخص الغريب بالنسبة لها فمنذ ليلة زفافهم وكلامه الموجع لها وطلبها منه امهالها بضع الوقت وهو يتصرف كما لو كانت اهانته او قامت بما لا يمكن غفرانه متجاهلا لها معظم اوقاتهم معا والتى كانت قليلة من الاساس فهى تكاد تراه بعض ساعات ليلا يلقى خلالها بتحية المساء لها ثم يتجه للفراش دون اضافة حرف اخر تاركا لها طوال اليوم لامه وزوجة عمه يسمعونها كلامهم المسمۏم عن كثرة غيابه عن المنزل وهروبه المستمر عن عروسه واخرهم امس حينا اخذا تتغامزن عن ذاك العريس الذى ترك عروس لم تكمل الاسبوع بحجة السفر والانشغال بالاعمال غائبا لمدة اسبوع كامل متحملا البعد عنها طوال هذه المدة وتعلم الان ان فى انتظارها محاضرة اخرى والمزيد من همزاتهم ولمزاتهم التى ټحرقها دون ان تجرأ على النطق بكلمة واحدة لايقافهم فمن بيعت مثلها لا حق لها باى رد اوحتى بالاعتراض
وبعد اكثر من النصف ساعة كانت تنزل الدرج ببطء حتى وصلت الى اسفله تنظر حولها فلم تجد احد يجلس ببهو المنزل لذا توجهت بخطواتها الخفيفة الى الى غرفة المعيشة والتى يتجمع بها افراد العائلة فى اوقات الراحة ما ان حتى وصل مسامعها صوت والدة زوجها القوى الحاد هاتفة بحنق
كان يوم اسود يوم ما دخلت دارنا من يوم ما اتجوزها وهو سايب حاله وماله وقاعد بعيد عن امه
تجمدت مكانها وقد علمت من المقصود بحديثها هذا تتراجع الى الخلف وهى تسمع صوت زوجه العم قائلة بسخرية وحقد
اسرعت قدرية تهتف بتأكيد خبيث
لاا ومانا بعت لها اللى يروح يجيبها من دار اخوالها ميصحش برضه تفضل هناك كل الوقت ده
تظاهرت زاهية بالحرج والالم هامسة
هتيجى تعمل ايه يا حاجة عاوزها تشوف حب عمرها فى واحدة تانية عاوزة تقهريها ياام جلال
هتفت قدرية سريعا
قهر مين يا عبيطة انتى وحياتك عندى جلال لسلمى وسلمى لجلال وانتى عارفة كلمة قدرية عمرها ما تنزل ابدا
زاهية بلهفة هاتفة
بجد اللى بتقوليه ده يا قدرية طب والمعدولة العروسة الجديدة ايه وضعها
تقصدى مين ليله البايرة لاا يا حبيبتى ده طلعت ولا نزلت جوازة مصلحة عمرها ما تعمر ولا تتسمى ليا مرات ابن
زاهية تضربها بخفة فوق كفها هاتفة بمرح
وبعدين ما انتى عارفة جلال قلبه رايد مين ولا هنعيده تانى
زفرت زاهية قائلة باقتضاب
عارفة يام جلال بس معلش اللى بتقولى عليها بايرة دى هى اللى بقت مرات ابنك ورضينا ولا مرضناش مراته يا قدرية
تراجعت قدرية فى مقعدها وجهها شديد الاحتقان تهتف پعنف
وانا عارفة بقولك ايه وعارفة دماغ ابنى فيها ايه كل الحكاية شهرين تلاتة نرجع الارض قولى سنة بالكتير وترجع دار ابوها تانى وبكرة تقولى قدرية قالت
اسرعت تجرى صاعدة الدرج مرة اخرى فى اتجاه غرفتها تدلف اليها مغلقة خلفها الباب بقوة تستند اليه بضعف قبل ان ټنهار قدمها فتجلس ارضا ناظرة امامها بعيون لا ترى شيئ سوى سواد اصبح يحيطها من كل جانب
في منزل عائلة المغربى
جلس الشيخ جاد مكفهر الوجه عاقدا حاحبيه بصرامة امام ولده الاكبر علوان والذى اخذ يهتف برجاء وتوسل
يابا سامحه وكفاية عليه كده ده ليه اربع سنين سايب بيته واهله وكفاية عليه اللى حصله
مش كفاية ضيعت منه بنت عمه وجوزتها لواحد تانى غيره
الټفت اليه الشيخ جاد عينيه تطلق شرارات
الڠضب هاتفا
بتقولى انا الكلام ده يا علوان ! انا اللى ضيعت منه ليله ولا قلة حياه وصرمحته وماشيه الغلط
ضړب فوق مقبض عصاه بقوة يكمل بحنق ونفور
نهض من مكانه يدق عصاه الارض بقوة اجفلت علوان وجعلت وجهه
شديد الشحوب وهو يراه يتقدم منه بخطوات مهيبة متوقفا امامه يفح من بين اسنانه وهو ينظر اليه بعينين ورغم مرور الزمن مازالت تحمل من القوة والصلابة ترهب ابنه فتجعله يتصبب عرقا حين قائلا بجمود
لا مستكفتش انت وابنك بلحصل واعرف بعدين بل كنت بتعمله انت من وقت ما راغب فك خطوبته من بنت عمه اكتر من اربعة سنين وانت بتطفش كل عريس يهوب منها
ليكمل بعدم تصديق وحيرة
وانا اقول ليه دى البت حلوة ومن عيلة ليه محدش بيهوب من دارنا يطلبها ده اللى اصغر منها اتجوزوا وخلفوا بدل العيل اتنين وهى قاعدة والعمر بيعدى بيها لحد ما الكل بقى يقول عليها البايرة من ورانا وقدمنا اتارى عمها بيلعب لعبة ۏسخة علشان خاطر ابنه الصايع
حاول علوان فتح فمه ينكر حديث والده ولكن اتت اشارة والده بكفه ينهيه بها عن الحديث فيطرق راسه ارضا متوترا والشيخ جاد يكمل بحدة وصرامة
كنت فاكر ايه انك بتلوى دراعى يا علوان وتندمنى علشان تخلينى ارجع واجوزهاله
هانت عليك بنت اخوك تفضل السنين دى كلها حالها واقف علشان ابنك
تغير نبرته صوته لالم والندم قائلا پانكسار
هانت عليك لما اجبرتنى بعمايلك انك تضطرنى اعرضها زاى البيعة علشان اعرف اجوزها بعد ما وقفت حالها
تركه متوجها مرة اخرى ناحية مقعده يجلس فوق بانهزام وضعف ليسرع اليه علوان مقبلا كفه قائلا بندم واسف
حقك عليا يابا سامحنى انا كان كل غرضى ان ليله متروحش لحد غير لابن عمها هو اللى اولى بيها من الغريب
ارتسمت ابتسامة مريرة فوق شفتى الشيخ جاد هامسا بالم وانكسار
وهو بعمايلك خلتنى بأيدى دى اديها للغريب ويا عالم ايامها الجاية هيبقى حالها ايه
نزلت الدرج بوجه خالى من التعبير يظهر الهدوء فى كل تحركاتها كما لو لم تكن منذ قليل تذرف الدموع وبحال ينفطر له نياط القلب تصرخ تنعى حالها دون صوت داخل غرفتها حتى فرغت عيونها من دموعها فترتمى ارضا شاعرة بالارهاق يزحف الى جسدها يستنزفه
لكنها الان وقفت بشموخ وعزة وهى تقف امام والدة زوجها والتى هتفت بها بسخرية حادة بينما تجلس فى بهو المنزل فوق اريكة تشاركها اياها ابنتها حبيبة وزاهية زوجة العم كل من ناحية
ما لسه بدرى يا هانم كنتى خليكى فوق شوية كمان
لم تجيبها ليله بل وقفت تنظر لها بعينين زجاجيتين خالية من المشاعر لتشعر قدرية بالغيظ تهتف بها
مالك واقفة تبصيلى كدا ليه وايه اللى انتى لابساه ده فاكرة نفسك عروسة بحق وحقيقى روحى يا خلوة غيرى العباية دى والبسى حاجة تنفع فى شغل المطبخ
هنا تصدع القناع على وجه ليله تظهر الاھانة والڠضب فوقه تهم بالرد عليها لتهتف حبيبة فورا مقاطعة اياها بتوتر خوفا ان تشتعل االاجواء
اصل جلال زمانه على وصول هو وعمى وفواز ولازم يكون الغدا جاهز يلا ياليله وانا جاية معاكى نشوف عملوا ايه فى الغدا
نهضت سريعا تتجه بها ناحية ابواب المطبخ تختفى خلفه ومعها ليله لتهتف قدرية باستهجان وعبوس موجهة حديثها الى زاهية الجالسة تراقب ما يحدث بابتسامة شامتة ووجه يشع فرحا
عملالى فيها عروسة بنت صالحة اش حال مقعدش معاها اسبوع وطفش من وشها يا قلب امه
ربت زاهية فوق كفها بحماسة قائلة
جدعة يا قدرية هو ده الصح لازم تعرف مقامها هنا ايه والكلمة كلمة مين من اولها كده
لوت قدرية شفتيها تفح من بينهم بغل
طبعا وامال انتى فاكرة ايه ورحمة الغالى الللى راح مقهور مبقاش قدرية اما طلعت عليها كل غلى ووجعى من اهلها بنت المغربى
زاهية بوجوم وقلق
بس تفتكرى هتسكت ومش هتقول حاجة لجلال ساعتها يبقى عملنا اسود يسود عيشتنا علشان خاطرها
ابتسمت قدرية بخبث قائلة بأبتسامة تمتلأ باللؤم
ده لو قالت وساعتها كلمتى قصاد كلمتها ونبقى نشوف هيصدق مين فينا امه حبيبته
ولا بنت اللى كانوا السبب فى مۏت ابوه
زاهية بخبث ولؤم هى الاخرى
الكلام ده لو كان جلال جايب غلط على عيلتها فى اللى حصل لابوه هو عارف كويس ايه اللى حصل وقتها
وقفت قدرية پعنف تهتف بصوت يشع بالڠضب
زاهية لمى الدور وقفلى على الكلام فى الموضوع ده وقومى كلمى المعدولة بنتك
وخليها تلم الدور هى كمان لما جلال وابوها يروحوا يجيبوها من بيت اخوالها
هبت زاهية واقفة تهتف بسعادة وفرح
بحد كلامك يا قدرية جلال بنفسه هيروح يجيبها
ابتسمت قدرية بثقة قائلة
طبعا انا اللى طلبت منه ياخد عمه ويروحوا يجيبوها وهما راجعين فى سكتهم
كادت زاهية ان تصرخ فرحا وهى ټخطف هاتفها من فوق المنضدة تضغط ازراه بلهفة وسعادة بعثت ابتسامة انتصار فوق شفتى قدرية تتابع بعد حين حديث الام وابنتها لعدة لحظات
قبل ان تختطف الهاتف من بين اناملها پعنف بعد ان لاحظت ممانعة من الفتاة لتصدر اليها اوامراها بصوت لا يقبل النقاش
دلف جلال تجاوره سلمى بخطوات سريعة الى داخل بهو المنزل لتتوقف خطواته امام والدته وزوجه عمه يجلسون وهم يتبادلون اطراف الحديث فيلقى عليهم السلام بصوته الرخيم الهادىء لتهب قدرية
بفرحة وسعادة
حمدلله على سلامة يا حبيبى وحشتنى اووى يا ضنايا
الله يسلمك يا امى انتى كمان وحشتينى
جال جلال بعينيه فى ارجاء المكان بتساؤل ثم قال بهدوء
فين ليله وحبيبة مش شايفهم
اكفهرت وجوه الثلاث نساء فورا نطقه باسم ليله تجيبه قدرية بلا مبالاة
جوا فى المطبخ بيشوفوا الغدا
نهض جلال واقفا لتسأله قدرية بحدة وعصبية
رايح فين اقعد وانا هندهلهم يجوا
ابتسم جلال بتفهم قائلا
انا داخل المكتب اشوف شوية شغل ورايا ولما اغدا يجهز ابعتولى
ثم تحرك مغادرا لبتسم قدرية بانتصار تلتفت الى زاهية تغمزها بخبث قائلة
شوفتى مش قلتلك كلامى عمره مايكون غلط ابدا
زاهية بعينى تعش بالفرحة
عندك حق يام جلال والله شكلها مش هتعمر
ادارت سلمى راسها بينهم بحيرة قبل ان تسأل بنزق
انتوا بتتكلموا على ايه ماتفهمونى وبعدين انتوا خلتونى اجى هنا تانى ليه انا لا طايقة البيت ولا طايقة اللى فيه
ضړبتها زاهية فوق كتفها بقوة تهتف بها بحدة
اتلمى ولمى لسانك اللى موديكى فى داهية ده
سلمى باستنكار وهى تفرك كتفها مټألمة
الله ياماما بتضربينى ليه انا مقولتش حاجة غلط
التفتت اليها قدرية قائلة بلهفة
سيبك من الكلام ده وقوليلى اتكلمتى انتى وجلال فى ايه وانتوا فى السكة
لوت سلمى شفتيها قائلة بغيظ
مقلناش حاجة انا كنت اساسا قاعدة ورا وبابا والبيه ابنك ادام وكل كلامهم كان عن الشغل
قدرية بخيبة امل
مش مهم المهم انه راح جابك و الباقى بقى عليا
سلمى وهى تنظر الى والدتها بحيرة ثم تلتفت الى زوجة