رواية نوفيلا وارتوي قلبي بقلم سهام صادق
معايا الفترة دي عشان اجازة شهر العسل فارق معايا
إمتدت يد عبدالرحيم نحو فخذ شقيقه يربت عليه
الله يعينك يا ابن امي وأبويا أنا عارف إن الحمل بقى تقيل عليك من ساعة تعبي
قالها عبدالرحيم وهو ينظر إلى ساقه اليسرى التي باتت تعجزه عن فعل ما كان يفعله بالسابق فانتفض قلب سفيان عندما رأي نظرته
ابتسم عبدالرحيم وقال وهو يحاول ألا يجعل ذكرى الحاډثه تسيطر على عقله
إيه مش ناوي تسمع كلام الحاجة صباح وتفرح قلبها ده هيثم اتجوز ومبقاش فاضل غيرك وغير الدلوعه بتاعتنا إسراء
ابتسم سفيان وهو يهز رأسه بيأس من حديثهم الدائم عن أمر الزواج
صدحت ضحكات عبدالرحيم عاليا وقال
الله يعزك يا ابن أمي و ابويا بس عارف ايوة أنت فصيله نادرة يا سفيان أنت زينة شباب العيلة لو شاورت بس على بنت من العيلة أو معارفنا الكل هيرحب ويفتح بابه
زفر سفيان أنفاسه بقوة ثم وضع يديه على ذراعي مقعده وتساءل
هو لازم يعني اتجوز واحدة من العيلة أو معارفنا
يا سيدي شاور أنت بس ومش مهم من بنات العيلة أو لأ المهم قول يا جواز
هذه المرة كانت ضحكات سفيان تصدح بقوة ثم نهض من فوق المقعد الجالس عليه
كله بآوانه يا عبدالرحيم
أماء عبدالرحيم برأسه وهو يتابعه متمتما
ونعم بالله خلينا نتكلم في الشغل وتعالا ركز معايا
اكيد هتكلمني على مصنع عيلة الصالحي
مررت سلسبيل أصابعها فى خصلات شعرها لتشعثه فهذه كانت إحدى عادتها عندما تغضب من شئ وكيف لا تغضب وقد وضعتها تغريد في مأزق فهي للتو أغلقت مكالمتها مع مروة التي أخبرتها بأنها تنتظرها هي و تغريد بعد صلاة المغرب
ثواني مرت حتى ردت تغريد على هاتفها
بنت حلال كنت لسا هتصل بيكي عشان اقولك إني هعدي عليكي
ت سلسبيل ثرثرتها قائلة
أنا مش قولتلك كذا مرة إني مش عايزه اروح أنا بتحرج ادخل بيوت الناس
ثم اردفت بإستنكار
ما أنت كنت ساعات بتطلعي عندها لما بتخلصي شيفت الصيدلية وكانت لسا في بيت أهلها
تنهدت سلسبيل بنفاذ صبر
يا تغريد أنت مش فهماني ليه
أنت ليه مش بتعتبريني صاحبتك يا سلسبيل ولا مستكبره نفسك عليا حاكم أنا مجرد معهد سنتين وأنت ما شاء الله مهندسه
زفرت سلسبيل أنفاسها بقوه ثم أخذت تمسح وجهها وهي لا تصدق أن تغريد فهمت أن رفضها لمرافقتها إستكبار لكنها بالفعل لا ت بالذهاب خاصة أنها تعلم أن عائلة جمال الراشد يحبون الخصوصية ومنغلقين على حالهم
مهندسه وبشتغل في صيدليه يا تغريد يعني شهادتي محطوطه في الدرج ولا عملت بيها حاجة
إلحاح تغريد جعلها رغما عنها تقبل بالذهاب معها لتنظر إلى ما تحمله تغريد في يدها
خلينا نفوت على محل حلويات اشتري حاجة بدل ما ادخل بأيدي فاضيه
نظرت تغريد نحو الوقت بهاتفها قائلة
مش لازم يا سلسبيل أنت جبتي هدية قبل كده وأنا اهو واخده معايا حاجة مش هندخل يعني ايدينا فاضية
لتحرك سلسبيل رأسها بقلة حيلة وسارت أمامها وهي تهتف
لأ يا تغريد أنا متعودتش ادخل بيت و إيدي فاضية
تأففت تغريد بضيق فالوقت يضيع منها و ربما لا تتقابل معه لقد اختارت يوم الجمعة بالتحديد بعدما أخبرتها جارتها التي تعمل في منزل عائلة الراشد عن الوقت الذي يتواجد فيه سفيان الراشد
يا سلسبيل إحنا كده بنضيع وقت
قالتها تغريد بصوت خاڤت مما جعل سلسبيل تلتف إليها بعدما أشارت إلى بائع الحلوى على الجاتوه التي ت بأن يضعها لها
مالك يا تغريد مستعجله ليه مروة على فكرة قالتلنا تعالوا بعد المغرب ولسا المغرب فاضل عليه ساعه ويأذن ده غير البيت مش بعيد أنا مش عارفه في إيه كل ده عشان تشوفيه
إلتفت تغريد حولها بفزع وقالت قبل أن تغادر المحل
أنا هستناكي برة عشان شكلك هتفضحيني
أغمضت سلسبيل عيناها بقوة بعدما غادرت تغريد ثم تنهدت فهي لا تستطيع أن تلوم تغريد على حبها لأحد أبناء عائلة الراشد فهي من سوء حظها وقعت بهذا الأمر أيضا
خرجت سلسبيل بالحلوى بعدما دفعت ثمنها لتزفر تغريد أنفاسها براحة قائلة
نمشي في طريقنا بقى ولا عايزه تشتري حاجة تاني
طالعت سلسبيل الطريق أمامها ثم نظرت نحو ما تحمله
اشتري إيه تاني ده انا مستلفه من محمود اخويا فلوس الجاتوه
تحركت سلسبيل أمامها لتسرع تغريد ورائها وتجتذبها من ذراعها
خلينا نركب المشوار بعيد وكده بنضيع وقت
قطبت سلسبيل حاجبيها وارتسمت الحيرة على ملامحها
أنت مش قولتي هنتمشى عشان المشوار مش بعيد
والرد كانت تحصل عليه سلسبيل من اجتذاب تغريد لذراعها
وصلوا أخيرا لمنزل عائلة جمال الراشد ليقفوا أمام البوابة التي كانت مفتوحة لتحدق سلسبيل بالمنزل من الخارج بتوتر
خلينا نتصل على مروة عشان
لم تكد تكمل سلسبيل كلامها فوجدت تغريد تجرها من يدها قائلة
خلينا ندخل
توقف الكلام على طرف لسان سلسبيل وهي ترى نفسها داخل المنزل المحاط بسور عالي وبه مساحة لا بأس بها ته
اجتذب دخولهم أنظار ڪلا من سفيان و هيثم الواقفين بالبهو الخارجي للمنزل وحولهم أبناء شقيقهم عبدالرحيم
أسرعت سلسبيل بحفض رأسها بحرج بسبب فعلت
تغريد لتتعلق عينين سفيان بها بذهول وهو لا يصدق أنه يراها اليوم في منزله
و إرتوى الفؤاد
بقلم سهام صادق
الفصل الثالث
بعد ساعة من قدومهن كن يغادرن منزل عائلة جمال الراشد تحت أنظار سفيان الذي جلس بالحديقة الصغيرة التي ت المنزل
إيه ده أنت قاعد في الجنينة يا سفيان مش كنت قايل إنك خارج
قالتها منار شقيقته وهي تحمل على ذراعها صغيرها فارتبك سفيان لوهلة ثم استدار برأسه نحوها
بقالي كتير مقعدتش مع علي و جمال
قالها وهو ينظر إلى أولاد شقيقه عبدالرحيم المندمجين باللعب بدراجاتهم
طيب خد شيل سفيان الصغير حبيب خالو
ابتسم سفيان وهو يلتقط منها الصغير الذي أصرت شقيقته على تسميته باسمه
تعالا يا استاذ سفيان ياللي مقدرش اقول لأ على حاجة معاك
اتسعت إبتسامة منار ثم اجتذبت المقعد الجالسة عليه وقربته من مقعده قائلة بصوت خفيض
إيه رأيك في البنت اللي لسا خارجة وكانت لابسة فستان زهري
إلتمعت عينيه عندما فهم مقصد شقيقته لكنه تظاهر بالغباء
أنهي بنت تقصدي مين
تأففت منار من عدم إهتمام شقيقها بالنظر إلى الفتيات ثم شدته نحوها من ذراعه
يا سفيان كان في بنتين عند مروة بيباركوا ليها ولسا نازلين من شوية نظرك ملتفتش لواحدة فيهم
ضاقت حدقتي سفيان ثم إلتقط كف الصغير و قائلا
هاتي اخرك يا منار من غير لف ودوران
افتر منار عن إبتسامة خفيفة ثم فرقعت بأصابعها أمام صغيرها لتداعبه
بص يا سيدي أنا و زينة اقترحنا على ماما سلسبيل البنت اللي كانت لابسه فستان زهري ولسا نازله من شقة هيثم و مروة
توقفت عن الكلام لتمط ها متذمرة
صحيح نسيت إنك مش بتفهم في الألوان غير الأحمر والأسود والأبيض
إنتاب سفيان ش غريب عندما استمع إلى اسمها الذي صار يعرفه لكنه أخفى إهتمامه وأكمل مداعبته للصغير
بص يا سيدي هي كانت
استنكر سفيان عبارتها التي كررتها وقال وهو يعطيها صغيرها
إيه بص يا سيدي اللي عماله تقوليها ليا دي ما انا باصص اهو ابص فين تاني!!
امتعضت ملامح منار وكادت أن تنهض
خلاص أنا غلطانه
تنهد سفيان بضيق ثم اجتذب ذراعها ليجعلها تجلس
اقعدي يا منار واحكيلي على اختيارك أنت و أختك شكلكم اتعاديتوا من الحاجة صباح وشغالين ليا خاطبة
اتسعت إبتسامة منار ثم حركت كلا حاجبيها بتلاعب
نفسنا نفرح بيك يا سفيان
تنهد بسأم وهتف راغبا في معرفة الحديث الذي دار بين شقيقتيه عنها
كملي يا منار كلامك من غير رغي كتير لأن المفروض اقوم عشان منصور مستنيني
وكأنها مسجل راديو ضغط على زر تشغيله لتخبره بكل ما دار بينها وبين شقيقتهم زينة وما صارت تعرفه عن سلسبيل
ما شاء الله عليها مهندسة وادب وأخلاق والبت لولا أهلها رافضين سفرها للقاهرة كان زمانها اشتغلت بشهادتها محمد ابن عمك بيثق فيها أوي و زينة كمان دايما تقولي بنت متربية ومن بيت اصل بس فيه مشكلة
بكاء الصغير جعلها تتوقف عن إستكمال حديثها ليزفر سفيان أنفاسه بضجر بعدما فقد صبره
أنت بتنقطيني بالكلام يا منار
اندهشت منار من ضيقه لترفع أحد حاجبيها بتساؤل وقد توقف الصغير عن البكاء
أنت مش من شوية مكنتش مهتم
منار
هتافه باسمها بتلك الطريقة زاد من دهشتها لتسرع قائلة
المشكلة في الحاجة صباح امك
زوى سفيان ما بين عينيه وخرج تساؤله في حيره
مالها إيه المشكلة اللي هي شيفاها في سلسبيل
اتسعت إبتسامة منار عندما رأت إهتمام شقيقها ونطقه ل اسم سلسبيل
أنت لحقت تحفظ اسمها
لم يتحمل سفيان سخافة شقيقته وإلتقط هاتفه ومفتاح سيارته ثم نهض من فوق المقعد الجالس عليه
أنا غلطان إني قاعد بسمعلك
استنى يا سفيان خليني اقولك الحاجة صباح معترضه على البنت ليه
لم يتوقف سفيان عن السير إلا عندما استمع من شقيقته سبب إعتراض والدته عليها
أصلها اول ما عرفت إنها عدت الخمسه والعشرين قالت كبيره عايزالك واحدة
صغيرة
استدار سفيان بجسده نحوها ثم ابتسم
هي دي المشكلة اللي عند الحاجة صباح
قالها ثم اتجه نحو سيارته تحت أنظار منار التي حدقت به بذهول وسرعان ما كانت تبتسم إبتسامة عريضة
هو شكله مهتم ولا إيه
طيلة طريق عودتهن الذي إتخذنه سيرا على الأقدام كانت تغريد تتحدث بتمني أن يحالفها الحظ وتكون كنة لتلك العائلة وبهيام وأمل أردفت
شوفتي يا سلسبيل كان قاعد في الجنينة تحت رغم إن كان باين عليه اول ما وصلنا إنه خارج تفتكري ليه
ابتسمت سلسبيل وهي شاردة تتذكر حديث مروة عن حاتم شقيقها
الذي ربما يعود لبلدتهم ويخدم بها مرة أخرى
سلسبيل أنت معايا
إنتبهت سلسبيل على صوت تغريد لتسألها
أنت كنتي بتقولي حاجة
توقفت تغريد عن السير وبنظرة ماكرة رمقتها
طيب أنا عقلي مبقاش فيا بسبب الحب أنت بقى إيه السبب بتحبي ولا إيه
جلى الإرتباك بوضوح على وجه سلسبيل ثم أسرعت بإشاحة عيناها عن تغريد وواصلت سيرها
تغريد هنتأخر في الرجوع ياريت تمشي بسرعة
باغتتها تغريد بجذبها لذراعها قائلة بنبرة صوت حالمة
مش عايزة تعرفي أنا إزاي حبيبت سفيان الراشد
والفضول بالفعل كان يسيطر على سلسبيل التي توقفت عن السير والټفت نحوها لتتسع إبتسامة تغريد ثم تأبطت ذراعها واستطردت
الحكاية بدأت من سنتين
زفرة طويلة خرجت من تغريد ثم بدأت تسرد قصة إعجابها به
أنا مش عارفة أنت تعرفي موضوع حاډثة اخوه الكبير ولا لأ
رفرفت سلسبيل بأهدابها وقد تذكرت ذلك الحاډث الذي أخبرهم عنه شقيقها ذات ليلة
بيتهيألي إني سمعت عنها
لتواصل تغريد ما تتوهمه من مشاعر
سواق اخوه الكبير كان ابن عمي يا سلسبيل
توقفت