رواية نوفيلا وارتوي قلبي بقلم سهام صادق
إلتقطت هاتفها لتتصفحه
البت هبة مرنتش عليا ولا ردت على رسالتي شكلها مشغوله ولا عيانه ولا إيه!
ثم أردفت وهي تمرر أصابعها على شاشه الهاتف بعدما دخلت أحد مواقع التواصل الإجتماعي الذي يهتم فيه الأشخاص بعرض صورهم
بكره اتصل بيها وأعرف مختفيه ليه
وسرعان ما كان يغادر النعاس ملامحها عندما إلتقطت عينيها صورة ليدين متعانقتين ويرفق الصورة م من أغنية تصف الحالة والصورة قربت شاشة الهاتف منها حتى ترى صورة اليدين بوضوح لتتساءل بحيره
ظلت طيلة الليل تقلب في الهاتف وقد اختفى الحماس الذي كان يطمئن قلبها
زفرت سلسبيل أنفاسها بقوة واستكملت سيرها بالطريق المؤدي إلى مكان عملها وقالت بوجوم
حساها ايده يا هبة صحيح الصورة مش واضحة اوي بس قلبي بيقولي إنها ايده
تنهدت هبة بحيره وهي تلتقط العبوة حتى تجهز ل صغيرها رضعته
أسبلت سلسبيل جفنيها وجلى الحزن ملامحها
أنا مش عارفه ليه عملت في نفسي كده اقول فيكي إيه يا شيخة
مطت ها بع بعدما ارتفع صوت سلسبيل فجأة
وأنا مالي يا ختي أنت روحتي اشتغلتي عندهم في الصيدليه وشوفتيه وعجبك
شعرت سلسبيل بأنها بحاجة لإستكمال سيرها في صمت فقالت قبل أن تنهي المكالمة
ذهبت إلى الصيدليه وفي رأسها عدة أسئلة بلا إجابة لكن ما صارت متيقنة منه حاتم لا يشبهها وعليها أن تتعافى من وهم حبه
شرودها اليوم أثناء عملها كان ملفت للجميع
مالك يا سلسبيل
تساءل الدكتور محمد فردت عليه ب نبرة شاردة وهي تنظر نحو علبة الدواء التي بيدها
ليرمقها بنظرة طويلة ثم ابتسم وحرك رأسه وعاد للجلوس وراء طاولة مكتبه
نظرت سلسبيل نحو والدتها بتعحب عند دلوفها غرفتها وعلى وجهها ابتسامة واسعة فرحة
تعالي كلمي بابا و محمود اخوكي يا سلسبيل
زادت دهشتها من طلب والدها لها وأيضا شقيقها وفور أن خرجت لهم تساءلت بقلق
انتوا عايزني في حاجة
مش قولتلك من قريب شكلك اخرك معانا الصيف ده
إحتضنها شقيقها وواصل كلامه بحب
المرادي العريس مفهوش عيب
عريس!!
هتفت بها سلسبيل وهي تنقل عيناها بين والدها المبتسم وشقيقها
عريس شافك في فرح عيلة الراشد يا بنت بطني
قالتها والدتها من ورائها لتلتف سلسبيل ناحيتها بذهول
هو إيه اللي مش فاهمه حاجة يا سلسبيل بنقول عريس شافك في فرح عيلة الراشد ما أنت كنتي طالعه زي القمر
هتف بها محمود شقيقها والسعادة تضج بعينيه
تدخل والدها أخيرا بالحديث وقد اتضحت الصورة وهوية العريس الذي ظنت لوهلة أنه حاتم الراشد
سفيان الراشد طلب ايدك يا بنتي
اندفعت سلسبيل نحو غرفتها بعدما أخبرتهم برفضها للعريس وقد ارتفع صوت شقيقها من ورائها بإستنكار
إيه هو اللي لأ بنتك عايزة تعقل يا ماما عقلي بنتك عشان الظاهر دماغها فيها حاجه
ابتلع محمود بقية كلامه بعدما خرج صوت والده بتحذير
اختك ست البنات وهي حره في قرارها أنا هدخلها اشوفها
جلست سلسيل على فراشها وهي تشعر بالإختناق ولا تصدق ما سمعته سفيان الراشد تقدم لخطبتها وهي التي كانت تنتظر أن يكون حاتم ابن عمه رفرفت بأهدابها عدة مرات حتى لا تبكي لتستمع إلى صوت والدها قبل أن يلج ل غرفتها
إيه يا حبيبتي ممكن أدخل
حاولت سلسبيل إخفاء مشاعرها عن والدها وأخفضت رأسها قائلة
طبعا اتفضل يا بابا
ابتسم رضوان عندما جلس جانبها ومد يديه يحتضن وجهها بين كفيه
قوليلي يا حبيبتي ليه قولتي لأ على العريس من قبل ما تعرفي مميزاته
بصوت منخفض ردت دون أن تنظر في عينين والدها
مش محتاجة اعرف عنه حاجة لاني عارفه أنت ناسي يا بابا إن مدام زينه زوجة دكتور محمد اخته غير إن الدكتور محمد ابن عمه
هز رضوان رأسه ثم تنهد وقال
ما أنا عشان كل اللي بتقوليه ده عايزك تفكري كويس وتصلي استخارة الشاب يا بنتي مافيهوش حاجة تخلينا نرفضه من بره بره الكل بيمدح في اخلاقه انا بسمع عنه من زمان خصوصا بعد حاډثة أخوه الكبير
رفعت رأسها وكادت تتحدث وتخبر والدها أن الأمر منتهي ولا تريد أن يتقدم لها بالمنزل لكن والدها نهض قائلا بحنو
هسيبك تفكري وبكره قوليلي قرارك ولو عايزه وقت زيادة تمام الراجل كده كده شاري وعايز يدخل البيت والموافقة مستنيها من عندنا
غادر والدها غرفتها لتضع وجهها بين كفيها لا تستوعب ما سقط فوق رأسها فجأة سفيان ذلك الذي صار يأتي إلى الصيدلية ا وظنت أنه يأتي من أجل تغريد!!
غير أن سفيان و حاتم أولاد عم ما هذا المأزق
وضعت يدها على قلبها لعل دقاته تهدء قليلا ويخف الألم الذي جثم عليه
مستحيل أوافق عليه مهما كان
وكما فعل والدها فعلت والدتها وها هي والدتها تغادر غرفتها حانقة من مبررها الغير مقنع أنها لا تراه مناسبا لها
في الصباح
قبل أن يذهب محمود شقيقها إلى عمله دق باب غرفتها ثم دلف بعدما أتاه صوتها
صباح الخير يا سلسبيل
طوت سلسبيل سجادة الصلاة ووضعتها على الفراش ليقترب منها محمود
مرضتش امبارح ادخلك قولت اسيبك تفكري مع نفسك شويه قوليلي بقي إيه سبب الرفض العجيب ده أنت حتى مستنتيش تسمعي عنه حاجة
إبتلعت سلسبيل لعابها ثم هربت بعينيها بعيدا عنه وقالت نفس الحديث الذي قالته ل والدها
يا محمود هو مفيهوش عيب ولا سمعت عنه حاجة وحشه كفاية إنه اخوه مدام زينة
لطم محمود كفيه ببعضهم وتساءل
طيب ما دام شايفه إنه مفيهوش حاجة تترفض ليه قولتي لأ
يا سيدي أنا حره دي حياتي وأعمل اللي عايزه اعمله
لم تنتبه سلسبيل على ما نطقته إلا عندما ارتفع صوت محمود پحده
سلسبيل خدي بالك من كلامك متنسيش إني اخوكي الكبير
تنهدت بضيق من تسرعها بالكلام
أسفه يا محمود متزعلش مني أنا مش عارفه أنا مخنوقه ليه
خدي وقتك في التفكير بس فكري بعقلك يا سلسبيل لأن سفيان الراشد عريس ميترفضش ده غير إنك مش هتلاقي فرصه زي دي أنت ناسيه إننا عايشين في قرية والعائلات المرتاحة فيها معدودين
إبتعدت فأخيها يفكر كما فكرت هي من قبل عندما شغلت عقلها ب حاتم حتى وقع قلبها في حبه
أنت من قريب كنت بتقول إنك مبتحبش عيلة
الراشد وشايف إن فلوسهم أساسها الأثار
زوى محمود ما بين عينيه يدعي الجهل لما قاله
أنا قولت كده خلاص اعتبريني مقولتش
ضحك عقب ما تفوه به ثم مد كف يده ومسح على خدها بلطف
عايزين نفرح يا سلسبيل
وما قاله شقيقها أعادته زوجته أنهم يريدون الفرح و
سفيان الراشد عريس مناسب ولن تأتيها هذه الفرصة مرة أخرى فعائلة الراشد أكبر عائله بقريتهم وبالمدينة
عندما غادرت هناء زوجة شقيقها زفرت سلسبيل أنفاسها بقوة قائلة
مفاضلش غير مهاب يقول رأيه اكيد ماما زمانها اتصلت بيه وبلغته
بتقولي مين اللي اتقدم ليك سفيان الراشد!!
قالتها هبة پصدمه وپصراخ أفزع زوجها الجالس بالصالة وذلك الصغير النائم على فخذيها
تصدقي حظك حلو يا بت يا سلسبيل
وسرعان ما كان يتحول حديث هبة للدهشة مرة أخرى
يعني هو كان بيجي الصيدليه عشانك أنت مش عشان تغريد
ثم واصلت هبة كلامها بصوت خرج كالصړاخ
ايوة بقى ده إحنا طلعنا جامدين وطلعنا من فرح عيلة الراشد بعريس
هذه المرة ارتفع صوت أسامة زوج هبة
صوتك يا هانم
أسرعت بوضع يدها على ها بعدما حذرها زوجها
تعرفي يا هبة انا ندمانة إني كلمتك روحي شوفي جوزك
قاطعتها قبل أن تنهي المكالمة
استنى بس يا سلسبيل يا بت بنكشك
زفرة طريقة خرجت من بين سلسبيل ثم رفعت كف يدها لتمسح وجهها
أنا دماغي مش حمل هزاز يا هبة قوليلي اعمل إيه في البيت مصممين إن سفيان يدخل البيت ويتقدم شايفين رفضي المرادي غباء وحجج فارغة
شعرت هبة بالشفقة على صديقتها
أنت ليه مكبره الحكاية يا سلسبيل ما توافقي تقعدي مع سفيان مش يمكن يعجبك
امتقعت ملامح سلسبيل من كلام هبة فهي تعرف كل شئ وتتحدث مثل أهلها
أنا غلطانه يا هبة فعلا إني كلمتك
استنى خلاص والله حاسه بيكي بس اقولك إيه ضيعي عريس من ايدك ابن ناس عشان خاطر حبك لشخص مش قادرين نحدد مشاعره من ناحيتك
تنهيدة عميقه خرجت من سلسبيل ثم أخذت تحرك إصبعها بحركة دائرية على الوسادة التي تضعها على فخذيها
أنا مقدرش
أقبل ب سفيان مهما كان ده ابن عمه يا
هبة واهو عندك كمان تغريد بتحبه
بتعقل تحدثت هبة وهو تمرر يدها على خصلات شعر صغيرها
تغريد عايشه في وهم زيك هي ربنا هيبعتلها إن شاء الله النصيب الحلو وأنت ربنا بعتلك واحد ابن ناس والكل بيتكلم عن رجولته فكري يا سلسبيل وانسى حاتم لأنك موقفه حياتك عليه سنتين وهو آخره مجرد نظرات وا شوية ملاطفة بالكلام معظم الرجاله بيعملوها
اليوم كانت هبة مثل البقية تتحدث بتعقل وترى سفيان عريس لا يرفضه أحد وهي عليها أن تقضي ليلتها حائرة
في اليوم التالي
اندهشت سلسبيل عندما وجدت زينة تتصل بها
مالك يا سلسبيل محمد بيقولي إنك غايبة من الصيدلية يومين
بصوت خاڤت ردت سلسبيل
تعبانة شوية يا مدام زينة
عبست ملامح زينة ونظرت نحو صغارها الملتهيون في ألعابهم
مدام!!!
خجلت سلسبيل فواصلت زينة كلامها
انسي مدام دي لانك خلاص قريب هتكوني فرد من العيلة وعلى فكرة سفيان أخويا طول عمري بقول محظوظه اللي هتتجوزه وصدقيني مش عشان اخويا بكره هتعرفي ده بنفسك
وكأن الجميع متفق عليها في دفعها نحو قبول زيجة ستكبلها قيود الخېانة فماذا سيحدث إذا ظل قلبها مع حاتم فلو قبلت زواجها من سفيان سيكون دائما أمامها
قررت عند عودة والدها من صلاة العشاء ستخبره برفضها القاطع لأي فرد من عائلة الراشد وستتوقف عن الذهاب إلى الصيدلية
فاقت من أفكارها على صوت والدتها المرحب ب هبة صديقتها التي
عند دخولها أغلقت الباب ورائها وأطلقت زفيرا طويلا حتى تستطيع إلتقاط أنفاسها
أقبلي سفيان يا سلسبيل حضرت الظابط حاتم هيخطب قريب بنت قهراوية
ظهرت الصدمة على ملامح سلسبيل وجف حلقها لتتساءل بصوت متحشرج
عرفتي إزاي
اقتربت هبة منها وجلست جوارها على الفراش
أنت عارفة إن هالة بنت خالتي فاتحة محل لبيع العبايات الخليجي وليها زباين كتير ومن زباينها ستات عيلة الراشد النهاردة كانت الحاجة فاتن عندها
توقفت هبة عن الكلام وإلتوت ها بتهكم ثم أردفت
رايحة تشتري عباية فخمة عشان المحروس حضرت الظابط لما يروح يتقدم لبنت مساعد وزير الداخلية وخريجة الجامعه الأمريكيه من الاخر نسب يدخلك قسم الشرطة والكل يلك تعظيم سلام
سيطرت الصدمة على ملامح سلسبيل وتذكرت أمر الصورة التي رأتها
شكل صورة الايدين صورتهم هما والاغاني اللي بينزلها ليها هي
شحب وجه سلسبيل وخرج صوتها بتع
حاتم هيخطب!!
و إرتوى الفؤاد
الفصل الخامس
يختار المرء أحيانا طريقه وهو متخبطا لا يدري هل قراره هو الصواب أم حفر لنفسه بئر مظلم ليسقط فيه
لقد تمت الخطبة منذ أسبوعين و صار سفيان الراشد خطيبها
وها هي اليوم تجلس جواره بسيارته متجهين إلى القاهرة