السبت 28 ديسمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان

انت في الصفحة 8 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


التراجع إذ قالت بعنفوان
قولتلك قبل كدا و هقولها تاني أنا أقدر أدافع عن نفسي و عن أختي كويس 
سالم بتهكم تجلي في نبرته حين قال 
و ماله هشوفك هتعملي إيه مع جيش الصحافيين إلي واقف تحت !
اقشعر بدنها للحظه و هي تتخيل نفسها تقف في مواجهه كل هؤلاء الملاعين أمثال تلك الفتاة معدومه الضمير فحتما سيسحقوها تحت أقدامهم في سبيل الوصول إلي مبتغاهم

تحدث سالم بتقريع خفي و تهكم جلي
بالظبط زي ما أتخيلتي . عشان كدا أسمعي الكلام من سكات لحد ما نشوف هنتصرف ازاي !
إغتاظت من حديثه و غروره و تعجرفه و لكن لفت إنتباهها كلمته الأخيرة في ماذا سيتصرفون ما المشترك بينهم حتي يقول تلك الكلمه و هي تدرك بأن كلماته البسيطه و التي يمكن أن تعد علي أصابع اليد لا يمكن أن تخرج جزافا لذا همت بسؤاله عن ما يعنيه و لكنها تفاجأت بذلك المتحذلق يغلق الهاتف في وجهها فأغمضت عيناها و قد تمكن الڠضب منها للحد الذي جعلها تود لو تطحن عظام الهاتف بين يديها و لكن صوت ضوضاء قادمه من الاسفل أخرجها من بؤرة الڠضب تلك لتتفاجئ بعد ثوان بجيش الصحافيين الذين كانوا ينتظرون بالأسفل و الآن يهرولون تجاهها فلم تشعر بنفسها سوي و هي تدخل إلي غرفة
شقيقتها بلمح البصر و تقف مستندة بظهرها علي الباب الذي توقعت أن يتحطم فوق رأسها
بأي وقت فاغمضت عيناها بشدة إلي أن هدأت تلك الضوضاء في الخارج و قد أيقنت بأن 
إلي صوت المياة الآتي من الداخل فإرتاحت قليلا و لكنها ظلت تقف أمام الباب لا تعلم
السبب و لكن كان قلبها ينذرها بأن شيئا سيئا علي وشك الحدوث .
مرت دقائق قليله و مازال صوت المياة بالداخل فحاولت النداء علي شقيقتها و لكنها لم تتلقي إجابه لذا لم تستطع منع نفسها من فتح باب المرحاض لتجحظ عيناها پصدمه و هي تراها ملقاه فوق أرضية المرحاض غارقه بدمائها ..
بعد مرور ساعه كانت فرح تقف أمام غرفة العمليات ن كتفيها بذراعيها مستنده علي الحائط وحدها و عبراتها تتقاذف من مقلتيها بصمت عاجزة عن الحراك فمنذ أن رأت مظهر شقيقتها غارقه بدمائها حتي ظلت تصرخ بقوة الي أن آتي الحراس و الأطباء الذي قاموا بنقل جنه علي الفور إلي غرفه العمليات لمحاولة إنقاذها . 
بينما هي ظلت تقف أمام الغرفه تنتظر خروجها سالمه و عقلها يرفض أي روايه آخري قد تخلو منها .
كانت ترتجف لا تعلم بردا أم خوفا و لكن هذه اللحظه هي الأكثر ضعفا في حياتها . لطالما كانت قويه لا تهاب شئ فمنذ ۏفاة والدها أصبحت هي عمود عائلتهم الصغيرة و المتصرفه بكل أمورهم و لكنها الآن تشعر بنفسها عاجزة ضعيفه هشه . ترتجف بصمت و قلبها يتضرع إلي الله أن ينقذ شقيقتها فبدونها لن تستطيع العيش لحظه واحده ...
كان يأكل الأرض بخطواته و هو يتوجه إلي غرفه العمليات للإطمئنان علي تلك الغبيه التي لا تزيد الأمور إلا سوءا فما أن أخبره رجاله بما حدث حتي هرول إلي المشفي للإطمئنان عليها و للحق كان هناك شعورا بالقلق يتسلل بداخل قلبه علي تلك التي تدعي قوة لا تملكها و لكنه كان يتجاهل هذا الشعور نافيا عن نفسه أي شبهه إهتمام بها . ليتفاجئ ما أن رأي ذلك الجسد الصغير الذي بدا لطفله في العاشرة من عمرها تقف وحيدة خائفه ن جسدها بيدين مرتعشتين و أقدام للحظه شعرت بأنهم غير قادرة علي حملها فأسندت رأسها علي الحائط خلفها و إنزلقت ببطئ حتي إفترشت الأرض من تحتها
و رأسها ملقي للخلف فكان مظهرها المڼهار هذا جديدا كليا عليه فقد عهدها دائما قويه صلبه و برغم معرفته بأن صلابتها ما هي سوي جدار تخفي به وهنها إلا أن مظهرها ذلك و لسبب غير معلوم قد آلمه .و بعث في نفسه شعور بعدم الراحه فتوقف بمنتصف الرواق و قد إنتابه التردد الذي قلما يزوره و لكنه حقا لم يكن يعلم هل يتقدم لمواساتها و هو دور لا يتقنه أبدا أم يتراحع و يتركها و لكنه شعر بالرفض لتلك الفكرة بقوة لذا تقدم بخطوات سلحفيه إلي حيث تجلس و كلما كان يقترب أكثر كلما يتوضح مظهرها المزري و الذي لم يعهده أبدا .
توقف أمامها و قام بإخراج أحدي المحارم الورقيه يمدها إليها و هو يقول بنبرة هادئه رزينه 
أنسه فرح !
جفلت عندما شاهدت المنديل الورقي الممدود إليها و علي الفور عرفت لهجته التي و لأول مرة كانت خاليه من أي تهكم و سخريه بل لمحت بها شئ من التعاطف و الذي لقي صداه بعينيها التي حين إرتفعت إليه إرتسم بها الضعف للحظه قبل أن تلقي به جانبا و تهب من مكانها متجاهله يده الممدودة أمامها و قامت برفع رأسها تناظره بشموخ قائله بلهجه متحشرجه
إيه إلي جابك 
عادت القطه لتهاجم مرة ثانيه و قد راق له ذلك فقد أغضبه و ربما آلمه مظهرها المڼهار لذا رؤيتها تحاول التوازن هكذا أراحه قليلا فعادت لهجته لجفاءها السابق حين قال بإختصار
مش شغلك . 
أرتفع إحدي حاجبيها الجميلين و أتسعت غابتها الخضراء من وقاحه ذلك الرجل فخرج الكلام منها غاضبا تغلفه السخريه 
يمكن عشان إلي جوا في أوضه العمليات دي أختي !
تجاهل سخريتها و ڠضبها المتقد في نظراتها و قال بفظاظه
إيه الي حصل عشان تعمل في نفسها كدا 
للحظه ظهر الألم الممزوج بالحيرة علي ملامحها و لكنها أتقنت إخفاءه حين أجابت ببساطه
معرفش ! أنا كنت بره و دخلت ملقتهاش و سمعت صوتها في الحمام و لما أتأخرت دخلت أشوفها لقيتها ..
توقفت الكلمات علي أعتاب و أبتلعت ألمها الذي يشق قلبها لنصفين بمهارة ليفهم ما ترمي إليه
فقال بإستفهام 
حصل بينك و بينها حاجه 
خرج الطبيب في تلك الأثناء و طمأنها علي حالة
جنه التي تم إنقاذها بأعجوبه و أخبرها بأنه سيتم نقلها إلي غرفتها بعد نصف ساعه فخرجت منها زفرة إرتياح قويه و حمدت ربها كثيرا لتأتيها نبرته الصارمه حين قال 
مجاوبتنيش . حصل حاجه بينك و بينها تخليها تفكر تتتحر 
رفعت رأسها تناظره بغموض قبل أن تقول مستفهمه 
حاجه زي إيه 
سالم بترقب و عيناه لا تحيد عنها 
شديتوا في الكلام مثلا !
فرح بإختصار 
لا !
سالم محاولا الضغط عليها أكثر 
أومال هي هتحاول ټموت نفسها
كدا من الباب للطاق 
أغضبتها لهجته و طريقته
معها و كأنه يستجوبها لذا قالت پعنف مكتوم 
بصراحه معرفش . 
أستمر بإستفزازها قائلا بهدوء 
مش مفروض انتي اختها الكبيرة و تعرفي كل حاجه عنها !
أرادت إيلامه كما آلمها لذا قالت بتهكم
زي مانتا أخو حازم الكبير بردو و المفروض أنك كنت عارف عنه كل حاجه !
إسودت عيناه و أزداد عبوس ملامحه الخشنه تزامنا مع أنفاسه الحادة التي كانت تتخلل الصمت الدائم الذي قطعه حديثها المټألم حين قالت 
أنا كنت عارفه كل حاجه عن أختي فعلا. كانت بالنسبالي زي الكتاب المفتوح لحد ما أخوك دخل حياتنا و قلبها و خلاها لأول مرة تكذب و تخبي. تابعت حديثها بلهحه مريرة و نبرة أشبه بالإنهيار كل المصاېب إلي حصلتلنا كانت بسببكوا . لو كنت أتنازلت عن غرورك و سمعت مني مكناش زمانا وصلنا للي وصلناله دلوقتي ! 
أرتفع إحدي حاجبيه من كلماتها التي كانت ستارا لشئ تخفيه فأخذت نظراته ترتكز علي ملامحها يحاول ثبر أغوارها و لم يفت عليه إهتزاز حدقتيها و التي لم تفلح نظارتها الطبيه في إخفاء تعابيرها بالكامل . و لكنه بنهايه المطاف أومأ برأسه دون حديث لتتراجع دون وداع ملتفته للجهه الآخري مطلقه ساقيها للريح لتحملها بعيدا عنه و لكنها توقفت بمنتصف طريقها علي صوته الحاد و لهجته الخشنه حين قال 
دايما للقدر آراء بتخالف أمنياتنا و توقعاتنا! 
قوست حاجبيها في حركه مستفهمه بادلها هو بإبتسامه ساخرة تجلت في نبرته حين قال 
كملي هروب . خلينا نشوف هتوصلي لحد فين !
كان يسارع الريح للخروج من هذا المكان فكانت خطواته غاضبه لا تري أمامها تتمني فقط لو بإمكانها أنتشاله من تلك البقعة التي تضم أنفاسها . تلك اللعينه التي البارحه فقط أقسم علي أن يذيقها الويلات و يجعل من حياتها چحيما و لكنه الآن كان سببا في نجاتها و كأن ذنبه السابق لا يكفيه لتأتي مهمه إنقاذها و هي من تلوثت يداها بدم أخيه . أي قدر هذا الذي جعله حاملا لنفس فصيله ډمها  
لم يستطع تجاوز صډمته حين هاتفه آخاه الأكبر ليأمره بلهجه لا تقبل الجدال بأن يتوجه إلي المشفي للتبرع بالډماء ! و حين سأله أجابه بمنتهي الهدوء بأنها قامت بمحاولة إنتحار و جاري الآن إنقاذها . اي إنقاذ هذا الذي يتحدث عنه فلتحترق في الچحيم تلك التي تسببت بفجيعتهم الكبري . 
أغضبه كونه لم يستطيع معارضة أخاه الذي كان موقفه محيرا بالنسبة له و لكنه كالعادة غامضا و لم يقل سوي جمله واحده زادت من حيرته أكثر
هتعرف كل حاجه في وقتها !
اللعنه علي هذا الوقت الذي سيظل يتعذب حتي يحين قدومه .
هكذا أخذ يلعن و هو يدير محرك سيارته التي إندفعت بسرعه چنونيه كجنون صاحبها ..
بعد مرور ثلاث اشهر ..
ترجلت الفتاتان
 

انت في الصفحة 8 من 67 صفحات