رواية اصقلها الشيطان
لوحدي مكنتش اتأخرت عنها لحظة.
ضيق هارون عينيه يسبر أغواره ثم أتسعت عن أخرهما پغضب عندما لمس مشاعره المتجسدة في نظرة عينيه لسدرة وخوفه عليها المبالغ فيه ونبرة صوته المخټنق بالعبرات نهض من خلف مكتبه وأقترب منه.
أتمنى أن الأحساس اللي وصلي من ورا كلامك ميكونش صح يا حمدي.
زفر حمدي بضيق وهو يشيح بوجهه بعيدا عنه يضع سبابته وابهامه على عينيه يغلقهما بهما ويمسح ما فيهما من عبرات ثم رجع ينظر له وهو يسحب شهيقا بجانب واحد من أنفه.
كانت ومازالت انا رديت سدرة لعصمتي يا حمدي ودلوقتي جه دور سؤالي انا ليك.
نظر حمدي له بأعين مليئة بالألم على حب ملئ قلبه دون أن يشعر لكنه مضطرا لوئده ومحاربته حتى لا يصبح وصمة عار تلطخ جبينه طيلة عمره.
قول يا هارون عايز أيه.
نظر هارون لعينيه نظرات ممېتة.
هتساعدني أرجع سدرة من إيدين الحقېر ده ولا هتتخلى عني.
لأ يا هارون مش هتخلى عنك وإيدي بإيدك لغاية ما ترجع مراتك بالسلامة من أيد المچرم ده.
أومئ هارون برضا وترك كتفه ووقف في مقابلته.
دا اللي كنت منتظره منك.
جاء لهارون تنبيه بمكالمة فيديو واردة جعلته يفتح هاتفه سريعا وينظر به ووقف حمدي بجواره يشاركه الرؤية فوجد سدرة تنام على جانبها فاقدة وعيها أرضا وخصلات شعرها تغطي وجهها ويديها مکبلة خلف ظهرها أقترب منها أحد رجال زاهر وأزاح بعض خصلاتها للخلف ثم قرب يده بمنديل من أنفها قليلا وبعد وقت قصير تحركت أهدابها ثم أتبعتها بهزات بسيطة لرأسها كما صدر منها أنات ضعيفة كور هارون يديه پغضب وود لو أمسك بيد ذلك الحقېر التي أمتدت تعبث بشعر زوجته يقطعها لتجرئه على لمسها تحولت كاميرا التصوير ناحية زاهر الذي صاح ساخرا.
صاح هارون فيه بصوت هادر وأشار بسبابته عبر كاميرا هاتفه محذرا إياه بجمود.
قسما بالله يا زاهر ال لو مراتي جرالها حاجة لكون مندمك على اليوم اللي أتولدت فيه وجيت للدنيا انا وعدتك أسلمك الورق لو شفتها حية وانا عند وعدي.
حدد المكان والزمان تسلمني مراتي أسلمك الورق وفي اسرع وقت فاهم.
تعالت ضحكات زاهر الظافرة ثم صمت ونظر له بنظرات شيطانية ورفع سبابته أمام عينيه يلفها بحركات دائرية.
أنت دلوقتي داخل دايرتي انا والكنترول في إيدي يعني متدنيش أوامر في الفاضي يا أبن البنا أحنا في لعبة ووضع قوانينها في إيد الأقوى ومين الأقوى.
انا عارف
ليه لأن انا اللي معايا الجوكر اللي هيقش كله في النهاية.
ثم أغلق الهاتف وترك هارون وحمدي كليهما يقفان على صفيح ساخن بينما تكوى قلوبهما بجمر الهوى.
الجزء الثاني
لم يشعر هارون بمقدار حبه الكبير لسدرة الإ حين فقدها فبرغم تظاهره بالامبلاه لمكالمة زاهر الأولى الإ أن كان بداخله بركان مشتعل يكمن تحت رداء البرود الذي يلتحف به وبعد علمه ببرائتها من تهمة الخېانة الذي وصمها بها ظلما تفجر ذلك البركان وأخرج حمما ملتهبة ټحرق روحه قبل أن ټحرق عدوه وأقسم على استعادتها سالمة حتى وأن كلفه الأمر حياته ثلاث ليال مضت على أختطافها قضاها ساهدا يجافي النوم عينيه كما جافى الطعام والشراب معدته ولولا قوته الجسدية لأصابه الوهن لكن قوة الأنتقام والٹأر تحالفا مع قوته البدنية وولدوا بداخله قوة هو نفسه كان يجهل بتواجده لديه اليوم هو اليوم الموعود الذي أعطاه فيه زاهر الموعد الفيصل الذي سينهي فيه كل شيء مع تحذيراته الغير متناهية بعدم أبلاغ الشرطة حتى لا تكون زوجته الضحېة أحتاط هارون جيدا ووضع خطة محكمة مع حمدي الذي كان بمثابة عينه الثالثة وذراعه الخفي فقد كان على تواصل مع أحد ضباط الشرطة السريين ينقل له كل ما يحدث دون أن يعلم أحد بذلك خاصة منار تلك الأفعى اللعوب الذي استطاع حمدي خداعها طوال الوقت وأظهار نفسه في ثوب الملتهي في أنهاء صفقات العمل لأنشغال هارون بأمر زوجته وهكذا نجح الأثنان في التواصل مع الشرطة في سرية تامة وجاءت ساعة الصفر والتي سيلتقي بها هارون وزاهر في المكان الذي حدده الأخير بالقرب من منطقة صحراوية تبعد عن العاصمة بألالاف الكيلو مترات وحين أطمئن زاهر لعدم تتبع أحد لهارون من خلال جواسيسه الذين تم زرعهم على طوال الطريق بدأ في التواصل هاتفيا معه مرة أخرى وأرسال موقعه له عبر خاصية تحديد المواقع من خلال القمر الصناعي وصل هارون وداخله يضج پخوف عظيم ليس على نفسه بل عليها هى من ملكة قلبه كما ملك هو قلبها ولكنهما لم يهنئا بهذا الحب الذي أسرهما سويا وقف بسيارته أمام مستودع قديم حيث أشار له الموقع على هاتفه وخرج منها حاملا في إحدى يديه حقيبة جلدية ويده الأخرى فارغة يرفعها عاليا كي يظهر عدم حمله لسلاح كما طلب منه زاهر حاوطه عدة رجال يشهرون أسلحتهم نحوه بينما أقترب أحدهم ناحيته ينتزع منه الحقيبة ويلقيها لأحد رفاقه وأقترب منه أكثر يتحسس جسده بيديه حتى يتأكد من عدم حمله لأي سلاح ثم دفعه أمامه بغلظه بعدما ألتقط مدفعا آليا من زميله يأمره بالتقدم دخل هارون لداخل المستودع فوجد زاهر يجلس في الوسط على مقعد خشبي وأمامه مكتب قديم يرفع ساقيه ويضع أحدهما فوق الآخرى عليه تعالت ضحكات زاهر الشامتة حين وجده يدخل عليه مساقا من رجاله أنزل قدميه ونهض من جلسته وأقترب من هارون الصامت حتى الآن ثم مد يده يلكزه في كتفه ويحدثه بصوت ساخر.
أومئ هارون له ولم يبدي أعتراضا بل أشار له برفق.
تمام يا زاهر عملت اللي كان نفسك فيه وزيادة وأديني قدامك زي ما كنت بتتمنى ممكن بقى تكمل الأتفاق وزي ما انا وفيت بوعدي ليك وسلمتك الورق ټوفي أنت كمان بوعدك وتسلمني مراتي.
صدح صوت ضحكات زاهر مرة أخرى ورفع ذراعيه ثم أنزلهما وصاح متشفيا.
ياريت كان نفسي والله أكمل معاك الأتفاق عشان اثبت لك أني قد كلمتي لكن مراتك هى اللي أخلت بالأتفاق مش انا أصلها حاولت تهرب من الراجل بتاعي اللي كان واقف عليها حراسة ليلة أمبارح فقټلها للأسف سوري يا هارون مفيش عندي حاجة أقولها ليك دلوقتي غير البقاء لله.
شلت الصدمة حواس هارون لبضع ثواني حتى أستوعب عقله ما نطقه ذلك البغيض وأتسعت عيناه پغضب يكسوها لون دمائه النافرة وهم بالھجوم عليه لكن قبل أن تخطو قدمه خطوة واحدة أنطلقت رصاصة الغدر نحو صدره أردته قتيلا ووقع أرضا فور أنطلاقها تجلجلت ضحكات زاهر تعم الهواء ثم تمالك نفسه وأشار لرجاله
وعلى وجهه ابتسامة متشفية.
يلا بينا لموا كل حاجة هنا ومتسبوش اي دليل ورانا وخلينا نمشي بسرعة قبل البوليس ما يجي.
وأسرع نحو الخارج بعدما أخذ حقيبة الأوراق الذي أعطاه أياها حارسه وصعد لسيارته وأمر سائقه بالأنطلاق سريعا وأنطلقت خلفه سيارتان دفع رباعي ثم إمسك بالحقيبة يخرج الأوراق منها يتفحصها جيدا لم يصدق عينيه حين وجدها الأوراق الأصلية فعلا التي تدينه فقد صدق هارون في وعده له فهز رأسه بسعادة.
أخيرا قدرت أخلص منك يا أبن البنا وأسترد حريتي كمان دلوقتي بقى مبقاش قدام الباشا اي حجة عشان يطلعني من كل التهم المتوجهة ضدي براءة وأرجع لشغلي وحياتي من تاني أو أقل حاجة يهربني برة البلد خالص.
وقبل الدخول لطريق العاصمة بعدة كيلومترات قليلة وجد الكثير من سيارات الشرطة تطارده هو وباقي رجاله وتومض اشارتهم لهك لكي يتوقفوا بسيارتهم دون مقاومة عقد حاجبيه پخوف وأمر سائقه بعدم التوقف.
متقفش يا سيد خليك ماشي على طول وزود السرعة.
نظر له سيد من خلال مرأة السيارة الأمامية معترضا.
بس دول الشرطة يا زاهر بيه ومش هيسبونا في حالنا انا بقول نقف نشوفهم عايزين أيه
ضړب زاهر ظهر المقعد عدة مرات وهو يصيح فيه بقوة.
هيكونوا عايزين أيه يا غبي عايزين يقبضوا عليا طبعا أكيد الحقېر هارون كان مظبط معاهم وراسمين خطة عشان يوقعوني أوعى تقف فاهم وزود السرعة على أقصى سرعة.
أومئ له السائق على مضض وظل يقود السيارة بعدما أعطاها غيار لسرعة أكبر وزاهر يتابع باقي رجاله من الزجاج الخلفي فوجد أن بعض الضباط تمكنوا من التصويب على أطار السيارتان فشل تقدمها ونزل العديد منهم للقبض على حرسه أرتطم جسد زاهر فجأة بقوة في المقاعد الأمامية فنظر أمامه ېصرخ پألم.
أاااااااااه وقفت ليه يا حيوان قولتلك متوقفش.
أشار السائق على سيارة الشرطة المتوقفة على بعد سنتيمترات قليله أمام سيارتهما فقد استطاع أحد الضباط من تخطي سرعتهم وأيقاف السيارة أمام سيارة زاهر لأجبارهما على التوقف.
مش شايف العربية يا زاهر بيه.
وقبل أن ينطق زاهر بحرف أخر كان رجال الشرطة يحيطون سيارته مشهرين أسلحتهم نحوه يطرقون على زجاج أبوابها بقوة ويأمرونه بصوت هادر بالخروج منها مستسلما رافعا ذراعيه فوق رأسه حاول المماطلة حتى يجد حل يمكنه من الخروج لكنه وجد كل محاولاته ستبوء بالفشل لذا ألغى نظام القفل بالسيارة وفتح الباب وخرج رافعا يديه فوق رأسه كما أمروه وصاح فيهم بأستعطاف.
أنتم بتوقفوني ليه يا باشا انا معملتش حاجة.
أقترب منه الضابط وكبل يديه خلفه ظهر ووضع بها الأصفاد وهو يعدد له تهمه الكثيرة.
كل دا يا زاهر ومعملتش حاجة دي مش تهمة واحدة دول تهم كتير قوي من ضمنهم خطڤ أنثى ومحاولة قتل رجل الأعمال هارون البنا دا غير تهم الأختلاس والاستيلاء على المال العام والمتاجرة في الآثار والأستحواذ على ملكية أراضي الدولة بدون أوراق قانونية كفاية كدا ولا أقول الباقي وخلي بالك في تسجيلات قانونية متسجلة ليك وأنت بتساوم هارون البنا على رجوع مراته مقابل المستندات اللي تدينك يعني مش هتعرف تطلع منها المرة دي يا زاهر يا مهدي.
بعد مدة ليست بقليلة كانت سيارة الإسعاف تحمل هارون وتتجه نحو العاصمة لأنقاذه قبل فوات الأوان وخلف السيارة أنطلق حمدي بسيارته بعدما حدد مكانه من خلال موقع هاتفه وأسرع لمكانه حتى يرى ما به ولما لم يجيب على هاتفه وحين وجد جسده يفترش الأرض فاقدا للحياة هاتف الضابط الذي كان يتواصل معه للقبض على زاهر وطلب منه أحضار سيارة أسعاف لأنقاذ هارون ظل حمدي يلوم نفسه ويتأكله الندم لأنه استمع لهارون وتركه يذهب وحده ضړب مقود سيارته عدة مرات وصاح