رواية اصقلها الشيطان
وعشان كدا هارون جوزها وهو بېموت وصى أبن أخوه عليها وطلب منه يتجوزها ويحطه في عينيه لأن عارف أنه بيحبها بس للأسف هارون نفذ وصية عمه
صحيح لكن مقدرش يسامح سدرة زيك لأنها كانت السبب في چرح قلبه والأتنين عايشين مع بعض زي الأغراب ولولا وصية عمه مكنش أتجوزها من الأساس وطردها من حياته.
تجرعت ميسرة ريقها بصعوبة.
لأ هتقدري وهتسامحيها دا ربنا غفور رحيم بيتوب على المذنب لما يستغفره هنيجي أحنا ونحرم التوبة على عباده بنتك كانت صغيرة مراهقة لما الشيطان دا غواها وأنت عارفة مدى صعوبة السن دا المفروض أننا نحمد ربنا أنه نجاها منه وفوقها في الوقت المناسب ومضاعتش مننا حاولي تفكري زيي وتشوفي الجانب الإيجابي وتابت وأن شاء الله ربنا هيسامحها لازم نقف جنبها وندعمها ومنتخلاش عنها عشان مترجعش لطريق الشيطان من تاني.
حاضر هحاول يا حسان وأدعيلي ربنا يروق قلبي من ناحيتها وأقدر اسامحها.
في قصر البنا استيقظت سدرة من نومها لتجد نفسها في فراش زوجها وحيدة فبعد أن أطمئن هارون عليها فضل قضاء ليلته في غرفة مكتبه حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى فقربها منه يضعفه ويجعله غير قادر على التحكم في نفسه لذا عزم على البعد عنها لكن سدرة أصرت على مواصلة حربها والخوض فيها حتى تربحها دون خسائر فأستعادت زوجها تستحق أن تحارب الدنيا كلها لأجله لذا نهضت من فراشه وذهبت لغرفتها وأرتدت قميص منزلي رقيق يصلح أن تظهر به أمام من يعملن بالمنزل فجميع من يعمل به نساء كما أمر هارون ووضعت القيليل من مستحضرات التجميل تخفي بها أرهاق بشرتها واستعادت به حمرتها المغرية ثم نزلت لأسفل لتجد الاضواء خاڤتة فقد تأخر الوقت وذهب الجميع لمضاجعهم توجهت لغرفة المكتب وفتحت بابها بهدوء ودخلت ونظرت في أرجائها فوجدت هارون ينام على الأريكة في وضع غير مريح فهزت رأسها بضيق وخطت ناحيته بعد أن أوصدت الباب خلفها وأقتربت منه وأنحنت عليه تملس على خصلاته برفق فوجئت سدرة بذراع هارون القوي يمسك معصمها ويجذبها بقوة لتسقط عليه وهى تشهق پخوف فنومه خفيفا يجعله يشعر بأقل حركة تحدث بجانبه وجدت سدرة نفسها تجثو فوقه وكأنها تعانقه فصاحت به مټألمة.
رمش هارون عدة مرات كي يتغلب على النعاس المطبق على جفونه ثم نهض برفق بعد أن استعادت سدرة توازنها ونزلت تتكئ على ركبتيها أمامه فهدر بها هارون پغضب.
انا إللي أيه أنت أيه اللي جابك هنا.
أبتسمت سدرة وأمدت كفيها تحتوي وجهه بهما.
جيت أشوفك لو محتاج حاجة أعملهالك.
نظر لها بنزق وقلب شفتيه بسخرية.
هو أنت هتفضل تدعي البرود والقسۏة معايا كدا كتير لعلمك انا نفسي طويل ومش بزهق بسهولة.
أبتسم بسخرية وهز رأسه بأستخفاف.
لأ منا عارف أن سياستك هى سياسة النفس الطويل وبتفضلي ورا اللي عايزاه لغاية ما تعمليه وعلى إيدي منا مجربك قبل كدا.
حرام عليك كفاية بقي كفاية أنت ليه مصر ديما تفكرني بذنب انا توبت عنه انا لو وحشة قوي كدا مكنتش وقفت جنبك لغاية ما شركتك رجعت ليك تاني وكمان عمك بدل ما كان يوصيك عليا كان وصاك تطردني.
أحمرت عين هارون پغضب ونفض يديها عنه بقوة فكادت أن تقع لولا أنه أمسك ذراعيها يعتصرهما بين يديه بقوة جعلتها تأن من الألم.
تبلورت الدموع بأعين سدرة وهددت بالنزول ورغم تماسكها
حتى لا تبك أمامه الإ أنها أنهارت تشهق بصوت مرتفع وأحنت رأسها تستند بها على كتفه فأضعفه ضعفها وأنهار تماسكه بأنهيارها فدموعها الصادقة ونظرات عينيها المنكسرة أوجعت له قلبه ولم يستطع في الاستمرار بأبعادها عنه فما كان منه إلا أن ضمھا بقوة وخرجت نبرته مرتجفة حزينة.
بټعيطي ليه مش الفلوس اللي كنت عايزاها وبتسعي ليها وانا هحقق ليك رغبتك وأديلك منها كتير اللي يكفي رغباتك وطموحك.
ضړبته سدره بكفها على صدره وهى مازالت داخل حضنه.
لأ انا مش عايزة الفلوس انا عايزاك أنت أنت وبس.
أبعدها هارون عنه قليلا ينظر لها بلوم.
ليه..... عايزاني انا ليه.
شهقت سدرة وهى تحاوط وجهه بكفيها.
عشان بحبك ومقدرش أعيش من غيرك.
لمعت عين هارون بعدما شعر پألم جرحه السابق ينضح عليه مجددا.
وكان فين الحب دا لما سبتيني وكسرتي قلبي وروحت أجوزتي عمي عشان الفلوس.
هزت سدرة رأسها بحزن وحسرة.
انا مش هدافع عن نفسي لأني مذنبة ومعترفة بذنبي بس انا كنت صغيرة والشيطان قدر يغويني ويبرمج دماغي أن اللي بعمله صح مكنتش قادرة أفرق بين الصح والغلط الحلال والحرام ولا كنت عارفة أن كان أحساسي بيك وقتها حب ولا مجرد إعجاب بيك وبشخصيتك المسيطرة وأنك كنت قادر تعمل كل حاجة في وقت واحد تعتمد على نفسك وتشتغل وتدير كيان كبير زي مجموعتك بحب مواظفينك ليك لأنك أكتر حد بيحس بيهم تساعد اللي عايز مساعدة وتقف جنب المظلوم لغاية ما تجيب له حقه انا حبيتك من غير ما أعرف عيني لما كانت تشوفك كنت بتكسف ووشي يحمر من الخجل وقلبي كان بيتجنن ويفضل يدق بسرعة كنت بفقد تركيزي وأتلخبط ومبعرفش أعمل حاجة وأنت جنبي بحس بفرحة كبيرة قوي لدرجة كنت بحس أن في فراشات طايرة جوايا كنت بستغرب من اللي بحسه ومعرفش أنه حب والأحساس دا عمري ما حسيته مع حد غيرك بس وقتها كنت مغيبة ومخي متبرمج أن الحب هو الفلوس وبس لو كنت أعرف أن دا الحب مكنتش ضيعته أبدا بس انا عرفت بعد ما ضيعتك من أيديا وأتجوزت عمك فضلت ليالي أنام معيطة من ۏجع قلبي.
هز هارون رأسه بأسف فصدقها الذي تتحدث به أوصل له أحساسها بكل كلمة نطقت بها فقلبه يلح عليه أن يسامحها ويقبل بها كزوجة وعقله يعيد عليه لمحات من ماضيها المشين وزكراياتها المؤلمة أمام عينه حتى يذكره بچروحه والندوب التي تسببت له بها لكنه رضخ أمام ضعفها فكل ذره داخل خلاياه سامحتها وتتمنى أن يسامحها فقرر أعطائها الفرصة حتى يتيقن أن كانت صادقة أم مازالت ماكرة تجيد التمثيل وتريد التلاعب به مرة أخرى صمت أمام الصراع الدائر بداخله يتنهد بقوة فخرجت أنفاسه ملتهبة كأن بداخله ڼارا ينفس عنها شعرت سدرة بحربه الداخلية وقررت استغلال الفرصة حتى تعيده مرة أخرى لدرب حبها وخافقها الذي ينبض بحبه پجنون أتعبها فأستكانت في حضنه تحاوطه بذراعيها وتضع رأسها على صدره وخرجت نبرتها راجية.
ياريت قبل ما تقولي أنك هتتجوز غيري ټموتني بإيديك لأن دا عڈاب مقدرش أتحمله انا بحبك لدرجة أني أموت لو فكرت بس في غيري.
ضمھا هارون برفق يضع ذقنه فوق رأسها.
يا ترى دلوقتي حسيتي بأحساسي لما أتجوزتي عني ولا لما عرفت عن علاقتك بماجد.
نزلت دموعها مرة أخرى وهزت رأسها بحزن.
حسيت ومن زمان كمان كنت كل ما أشوف واحدة جنبك حتي لو مفيش حاجة بينكم غير الشغل بس احس بڼار جوايا وابقى عايزة أروح أخنقها بأيديه.
أبتسم هارون متشفيا بها.
تخنقيها بس انا وصل بيا الڠضب أن كنت ببقى عايز أقتلك وأقتل عمي أغلى أنسان على قلبي كل ما أشوفه بيلمسك قدامي اسكتي أنت الوحيدة اللي عرفتيني أن الحب مهما كان كبير ممكن يتحول لكره في غمضة عين.
زفرت سدرة زفيرا طويلا قبل أن تقبل وجنته ثم أبتعدت قليلا تنظر له بحب.
حقك عليا حقيقي أسفة على كل أحساس مؤلم حسيته بسببي وأن شاء الله هصلح كل اللي كسرته بنفسي بس أنت أديني فرصة تانية.
أومأ لها هارون برفق لكنه أشار لها محذرا.
هديك الفرصة دي يا سدرة بس من غير أي قرب ما بينا.
وأغمض عينيه يتحكم في أنفعالاته فهو يجاهد نفسه كي لا ينبذها بعدما أبدت له ندمها وتوبتها.
على الأقل لغاية ما عقلي وقلبي يتفقوا سوا ويتقبلوك مرة تانية حبيبة وزوجة.
أبتسمت سدرة بسعادة وهزت رأسها عدة مرات برضا.
انا موافقة على كل حاجة هتقولها الإ أنك تبعد عني وهصبر لغاية ما ترضا عني رضا كامل يخليك متترددش لحظة في قربك مني.
ضمھا هارون لصدره يربت على ظهرها برفق.
بتمنى من ربنا أنك تكوني قد الثقة دي لأن دي أخر فرصة ليك معايا.
شددت سدرة من ضمھ بقوة.
أن شاء الله هثبت ليك أن انا قدها وهنعيش مع بعض أحلى أيام عمرنا ونبقى نفتكر اللي حصل
ما بينا ونقعد نضحك مع بعض وأحنا عواجيز بعد ما نكون جوزنا ولادنا وبقينا لوحدنا.
أطبق هارون جفنيه متمنيا من الله تحقيق ما قالته فهى الوحيدة دون النساء التي أحبها ولم يستطع أن يرى أو يحب غيرها وكلامه عن الزواج مرة أخرى كان مجرد كلمات تفوه بها كي يجعلها تشرب من نفس الكأس التي سقته منه سابقا.
الجزء الثامن
طرق خاڤت متردد على باب منزلها يدل على مدى خوف صاحبه من مواجهة محتومة قد تكون ناهية لصعوبات وعراقيل تعوق من المضي قدما في عيش حياة هانئة مستقرة وقد تكون القاطعة والفاصلة بين طريقين كان لا يفترقان عن بعضهما منذ نعومة الأظفار توجهت ميسرة لفتح الباب حتى تقطع شكها باليقين فقد ظنت أنها تتوهم سماع تلك الطرقات وتسألت بحيرة من الذي سيأتيها في هذا الوقت فهى غير معتادة على زيارة أحد لهم وزوجها مازال بعمله فتحت الباب وتصنمت أمامه بتيه وضربات قلب بدأت في الصخب بقوة وظلت تحدق بمن تقف أمامها حتى تتأكد أنها لا تتوهم رؤيتها تجرعت ريقها بصعوبة بعد أن جف حلقها وبدأت عبراتها في الأحتفال بمن أشتاقت عيناها لرؤيتها كثيرا لا تدري أن كانت تلك الدموع التي هطلت بغزارة هى فرحة أم حزينة أم