قصة مع وقف التنفيذ
وجهها ..دفعهم وهو يمر من بينهم ليحميها منهم وهم ينقضون على فراش السرير ليمزقونه بالمطواة ويخرجون ما به ويقلبون الخزانات والملابس التى بداخلها فيمزقونها عنوة أحاطها بذراعيه هى ووالدته وأبناءه من خلفه..لقد كان كل همه أن لا تنكشف زوجته ولا أمه على أحد منهم وعبير تردد بجسد مرتجف وهى متشبثة بظهره
اللهم اكفيناهم بما شئت وكيف شئت ...
وبعد أن انتهوا تكاثروا عليه مرة أخرى ليأخذوه معهم .. حاولت والدته أن تتشبث به تمنعهم ولكنهم لم يراعوا حرمة ولا امرأة عجوز .. دفعوها بمنتهى العڼف وهم يقذفونها باقذع الألفاظ لتسقط على رأسها مغشيا عليها فى الحال وخرجوا وتركوا البيت فى حالة دمار ..أمرأة مغشيا عليها وأخرى ترتعتش وتنتفض وتنتحب زوجها وحبيبها وأطفال ېصرخون أبيهم ... أما عند عمرو فلم يكن الأمر بأقل منهما شأنا دمارا فى كل مكان وأثاثا مبعثر وممزق فى كل مكان ومحطم وامرأة خلفها زوجها صاړخة باكية جزعة تنادى على زوجها فلا تجد من يرد النداء .
ولقد كانت مهرة هى ملهمتهم فى ذلك عندما ألقت نفسها بين أحضان أم فارس تبكيه وتخفف عنها فى نفس الوقت..كذلك فعلت عبير عندما ألقت نفسها فى حضڼ أم بلال وكذلك فعلت عزة وهى بين ذراعى أم عمرو وكأنهن بهذه الأحضان يتساندون ويشدوا أزر بعضهم البعض فالمفقود واحد .. ألتف حولهن بعض الجارات يستمعون لماساتهم محاولين التخفيف عنهن ومواساتهن ببعض كلمات الصبر ...بينما ذهب الرجال يبحثون عنهم فى كل الأقسام وبنايات أمن الدولة المبعثرة فى كل مكان وفى النهاية عادوا بخفى حنين ..لاشىء ..غير موجودين فى أى مكان بشكل رسمى
لفينا الاقسام كلها وروحنا كل مبنى بيقولوا عليه بتاع أمن الدولة.. وبرضة مفيش حس ولا خبر عنهم هما التلاتة هيكونوا ودوهم فين يعنى
رد والد عزة بحنق
للدرجة دى أى حد يتاخد من بيته بسهوله كده ويختفى ومالوش أثر ..أحنا فى مصر ولا فى شيكاغو
تدخل محمود
أخو عمرو قائلا
أنا عارف كل ده ليه علشان اصحابه مربين دقنهم
أجابه يحيى
طب وأيه المشكله يعنى
قال محمود
هتف مينا أبن العم عامر جارهم قائلا
يا سلام طب ما أحنا عندنا القس مربى دقنه هو الموضوع بالدقن يعنى
تمتم محمود حانقا
يا عم انتوا مسيحين أحنا بنتكلم على المسلمين دلوقتى
قال عامر بحزن
يابنى انتوا جرانا من زمان وعمرنا ما شوفنا منكم حاجة وحشه .. فارس وعمرو وصاحبه بلال اللى زى المرهم ده.. يتعمل فيهم كده ليه ..أرهاب أيه وبتاع أيه .. الأرهاب ده مبنشفهوش غير فى الافلام والمسلسلات
ربت الحاج عبد الله على كتف عامر وهو يقول مؤكدا
معاك حق والله يا عامر متزعلش من محمود ميقصدش
طب دلوقتى هنعمل أيه.. هندور فين ولا هنلاقيهم ازاى بس يا ناس
أنتبه يحيى فجأة وقال
هى مش مرات الأستاذ فارس محامية.. أكيد هى ممكن تعرف تتصرف هى والمحامين اللى فى مكتبه
تقدم والد عمرو بسرعة وطرق باب الشقة المفتوح وهو يقول
يا ست أم فارس أومال مرات الأستاذ فارس فين ..أكيد هى محامية وهتعرف تتصرف
رفعت عزة رأسها من صدر أم عمرو وقالت بلهفة
ايوا يا طنط الله يخليكى هى فين يمكن تعرف تلاقيهم
صوب الجميع نظره إليها حتى مهرة رفعت رأسها تنتظر جوابها فقالت وهى تمسح دموعها بكلتا يديها
مرضتش أتصل بيها وهى لوحدها وابلغها.. أتلهيت فى اللى حصل
وخفت اقولها وهى لوحدها يحصلها حاجة ..كلمتها بس وقولتلها تيجى ضرورى ومش عارفة اتاخرت ليه لحد دلوقتى !
أستندت عبير